لم يكن أكثر المتشائمين من جماهير اتحاد طنجة يتوقع أن يتحول مجرد البقاء في القسم الأول إلى “إنجاز يُحتفى به” على أعلى المستويات، في مشهد أثار موجة من السخرية والدهشة، وطرح تساؤلات جادة حول توجهات المكتب المسير في عهد نصر الله كرطيط.
ففي مشهد يوحي وكأن الفريق تُوّج بلقب وطني أو قاري، نُظّمت مساء الأربعاء مأدبة عشاء فاخرة، حضرها والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، ورؤساء المجالس المنتخبة، تكريماً لما سُمي بـ”النجاة من النزول”، بعدما أنهى الفريق موسمه في المرتبة العاشرة. وهو ترتيب كان قبل سنوات فقط، سببًا للإقالات، لا الاحتفالات.
الاحتفال، الذي طُبع بطابع بروتوكولي ثقيل، جاء في وقت يعيش فيه الفريق أزمة ثقة بينه وبين جماهيره، التي عبّرت عبر منصات التواصل الاجتماعي عن غضبها ورفضها لمشهد الاحتفاء بما وصفوه بـ”اللاحدث”. إذ لم يروا في البقاء إنجازًا، بل نتيجة منطقية نظراً للدعم المالي السخي الذي يحظى به النادي من المال العام.
في عهد كرطيط، لم تعد طموحات اتحاد طنجة تُقاس بالألقاب أو المنافسة على المراتب الأولى، بل أصبحت المرتبة العاشرة مدخلاً لحفلات رسمية يحضرها كبار المسؤولين، ما يعكس حجم التراجع الرمزي والمعنوي الذي بات يعيشه النادي.
وحسب مصادر مقربة من الفريق، فإن عدداً من اللاعبين والأطقم الفنية والإدارية عبّروا عن تذمرهم بسبب عدم تسوية وضعيتهم المالية، رغم نهاية الموسم، ما زاد من حدة الاستياء داخل المجموعة.