Ilayki invest

ألمانيا تبحث عن سائقين خارج حدود أوروبا: المغاربة في صدارة المستفيدين من برنامج تكويني شامل

0

مع تفاقم أزمة النقل الطرقي داخل دول الاتحاد الأوروبي، وخصوصاً في ألمانيا، بدأت بعض الشركات في كسر القواعد التقليدية للتوظيف والبحث عن حلول خارج حدود القارة العجوز.

المغرب، البلد الإفريقي القريب جغرافياً والثري باليد العاملة المؤهلة، وجد نفسه في صدارة الدول التي تستهدفها شركات التوظيف الألمانية.

في مقدمة هذا التوجه تأتي شركة Capa الألمانية، التي وضعت برنامجاً طموحاً لتكوين واستقدام سائقين مهنيين من دول غير أوروبية، ويحتل المغاربة موقعاً متقدماً ضمن هذا المخطط.

البرنامج لا يقتصر على جلب العمالة، بل يقدم مساراً تأهيلياً متكاملاً، يبدأ بتعلم اللغة الألمانية ويصل إلى الحصول على رخص القيادة وشهادات التأهيل المهني المطلوبة لسوق الشغل الألمانية.

هذا المسار التكويني، الذي يستغرق في المجمل حوالي ستة إلى تسعة أشهر، يعكس حاجة ملحة تعيشها ألمانيا: نقص صارخ في عدد السائقين بسبب تقاعد أعداد كبيرة منهم وعزوف الشباب الأوروبي عن هذا النوع من الوظائف، خاصة في ظل تحسن مؤشرات التشغيل في دول جنوب أوروبا مثل إسبانيا والبرتغال.

MDJS 350

من جهة أخرى، يمثل هذا البرنامج فرصة ثمينة للعشرات من الشباب المغربي الباحث عن آفاق مهنية خارجية، خصوصاً في ظل التحديات الاقتصادية المحلية.

ويتضمن العرض المقدم تدريباً عملياً في ألمانيا، لقاءات تحضيرية بالمغرب، إلى جانب تغطية شاملة لمتطلبات الإقامة والتأهيل.

المثير للاهتمام أن شركات نقل ألمانية كبرى، خاصة في الجنوب، بدأت بالفعل في إدماج السائقين المغاربة ضمن شبكاتها، ما يعكس نجاح هذا التوجه التجريبي الذي قد يتوسع مستقبلاً ليشمل قطاعات أخرى تعاني من نقص في اليد العاملة.

في العمق، لا يتعلق الأمر فقط بسد خصاص وظيفي، بل بتغيير في طريقة التفكير الأوروبية تجاه أسواق العمل، حيث أصبحت الكفاءات من خارج الاتحاد الأوروبي – خاصة من شمال إفريقيا – جزءاً من المعادلة المستقبلية.

ويبقى السؤال: هل سيواكب المغرب هذا التحول بمزيد من التأهيل المحلي لتلبية الطلب الخارجي، أم يكتفي بلعب دور المزود الصامت للكفاءات؟

Ilayki invest

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.