تواصل المواجهة التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي التصاعد، بعدما فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوماً جمركية جديدة على الواردات، لتعلن أوروبا عن تحضيرها لردّ مضاد قد يستهدف قطاع الخدمات الرقمية.
المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية، صوفي بريماس، أكدت أن الاتحاد الأوروبي يملك “مجموعة واسعة من الأدوات” لمواجهة هذه القرارات، مشيرة إلى أن الخطوة الأولى ستشمل فرض رسوم على الألمنيوم والصلب، بينما يجري الإعداد لمرحلة ثانية قد تطال الشركات الأمريكية العاملة في المجال الرقمي والخدمات عبر الإنترنت.
هذه التصريحات جاءت في ظل مخاوف متزايدة من تأثير السياسات الأمريكية على الاقتصاد الأوروبي، خاصة في قطاعات الإنتاج والصناعات التقليدية مثل النبيذ والمشروبات الروحية، التي قد تتعرض لتراجع في السوق الأمريكية بسبب القيود الجديدة.
وفي هذا الصدد، يرى محللون أن تصعيد ترامب يأتي ضمن استراتيجيته الاقتصادية القائمة على فرض الهيمنة التجارية، وهو ما وصفته بريماس بـ”النهج الإمبريالي”، مؤكدة أن أوروبا لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه السياسات.
وتعمل بروكسل على وضع خطط لموازنة هذه الإجراءات، مع إمكانية توسيع نطاق الردود لتشمل فرض ضرائب جديدة على الشركات الأمريكية الكبرى العاملة في أوروبا، إضافة إلى تقييد الوصول إلى بعض العقود الأوروبية.
في ظل هذه التوترات، يبدو أن الأشهر المقبلة ستشهد تصعيداً جديداً في الحرب التجارية بين ضفتي الأطلسي، ما قد ينعكس على الاقتصاد العالمي ككل، خاصة إذا لجأت واشنطن إلى المزيد من السياسات الحمائية، وردّت بروكسل بإجراءات مماثلة.
