في خطوة لافتة نحو تعزيز الجمالية الحضرية وضمان سلامة المواطنين، أصدر والي جهة الرباط سلا القنيطرة، محمد اليعقوبي، قرارًا يمنع تركيب الهوائيات (البارابول) وأجهزة المكيفات على واجهات المباني بالعاصمة المغربية.
هذا القرار أثار ردود فعل متباينة بين المواطنين والمراقبين، فبينما رحب البعض بالقرار كخطوة لتعزيز جمالية المدينة وتحسين سلامة المارة، اعتبره آخرون قراراً يزيد من أعباء السكان دون توفير بدائل مناسبة.
التأييد: جمال حضري وسلامة المواطنين
أشاد المؤيدون بالقرار باعتباره خطوة مهمة لتجديد المشهد العمراني للعاصمة الرباط، التي تستعد لاستضافة أحداث دولية كبرى. ويرى هؤلاء أن انتشار الأجهزة بشكل عشوائي على واجهات المباني يضر بجمال المدينة، التي تحتاج إلى مظهر حضري منظم يعكس مكانتها الثقافية والحضارية.
إلى جانب ذلك، يثمن المؤيدون البعد الأمني للقرار، مشيرين إلى أن هذه الأجهزة تمثل خطراً حقيقياً، خاصة أثناء العواصف. ويعتبرون أن إزالة هذه الأجهزة العشوائية ستقلل من الحوادث وتضمن سلامة المارة في شوارع المدينة.
الرفض: أعباء إضافية وحلول غائبة
على الجانب الآخر، يرى المعارضون أن القرار يضع عبئاً كبيراً على المواطنين، خاصة في ظل غياب حلول بديلة، جيص أن إعادة تركيب الهوائيات أو المكيفات في أماكن بديلة تتطلب تكاليف قد لا يستطيع الجميع تحملها، ما يزيد من الضغوط المالية على الأسر.
كما أعرب البعض عن مخاوفهم من أن تطبيق القرار قد يتم دون مراعاة ظروف المباني القديمة أو احتياجات السكان، مما قد يؤدي إلى مشكلات جديدة بدلاً من حل المشكلات القائمة.
تحديات التنفيذ والبحث عن التوازن
في ظل هذا التباين في الآراء، يبقى نجاح القرار مرهوناً بمدى جاهزية السلطات لتوفير حلول عملية للسكان، مثل تخصيص مواقع بديلة للهوائيات أو تقديم دعم تقني لتعديل أنظمة التكييف.
تحقيق التوازن بين تحسين المظهر الحضري وحماية مصالح السكان يُعد التحدي الأكبر لضمان قبول هذا القرار.
الرباط اليوم أمام فرصة لتعزيز صورتها كمدينة متطورة، لكن تحقيق ذلك يستدعي استجابة مدروسة وشاملة لتوقعات مواطنيها.
