الكارح أبو سالم – كاب24-
لازال الصمت الرهيب يخيم على أحداث مقر مكتب الإتصال الإسرائيلي المتواجد على مستوى شارع النخيل بعاصمة المملكة المغربية بالرباط ، يتواجد مقره وسط مجموعة ادارية وأخرى سكنية يرى بعض المتابعين انه لايليق ومستوى المهام الدبلوماسية والسياسية المنوطه به ، فمنذ افتتاحه في 12 غشت سنة 2021 وهو يتخبط في مشاكل داخلية محضة منها ما تم فضحه ومنها ما ظل مكتوما لحد الساعة ، ومشاكل بالجملة لها ارتباط بالاحداث العسكرية الحربية ومجريات وقائع غزة وحماس ورحى الحرب الدائرة في المنطقة التي أرخت بظلالها على جل القضايا أدت إلى تقويض مجهودات السلام الإبراهيمي الذي خطت بشأنه إسرائيل والولايات الأمريكية المتحدة خطى كبيرة الى جانب عدد من الدول العربية التي وقعت اتفاقيات السلام أبرزها المملكة المغربية التي اعتبرها المحللون بمثابة استئناف العلاقات .
فبعد الضجة التي تركها وراءه دفيد غوفرين كأول رئيس سابق للمكتب الاسرائيلي والتي لازال صداها يتداول لحد الآن في قضية التحرش الجنسي والتلاعب في هدايا ثمينة وتوظيف زميل له في خدمات المكتب دون ترخيص من وزارة الخارجية الاسرائيلية ، وعلاقته المتوترة برجل الأمن المعين لحمايته ، ومرورا بفترة جمود خدمات المكتب ، وبعد تعيين يوسي بن دافيد المغربي الجدور المنتمي لحزب الليكود بزعامة نتانياهو ، عرف المكتب الاسرائيلي بالرباط توترا ملحوظا انطلق بمحاولات التستر والابتعاد عن الأضواء الإعلامية سواءا داخل تراب المملكة المغربية او الاسرائيلية ، سرعان ما انفضحت مع وصول ” حسن كعبية ” المتحدث باللغة العربية بوزارة الخارجية الإسرائيلية شهر غشت المنصرم ، حيث اصطدم بمحطات لم يتوقعها وهو الرجل الدبلوماسي العسكري الاستخباراتي المخضرم ذي التجربة المميزة ، فقد وجد نفسه وجها لوجه مع من كان يعتبرهم تلامذته في العمل الدبلوماسي أولاهم القنصلة العامة “دوريت أفيداني” وزوجها اللذان حاصراه حصارا غير متوقع ، ولم يستطع توظيف أجندته وعلاقاته مع عدد من السياسيين والإعلاميين المغاربة وممثلو المجتمع المدني الذين استطاع كسب صداقتهم إن لم نقل ثقتهم المؤقتة عبر الرحلات التي تم تنظيمها لوفود متفرقة من المغرب الى تل أبيب ، حيث سرعان ما ذاب جليدها مع مرور الأيام بعدما تبين عدم تحقيق أي من الأهداف التي سبق وأن وعدهم بها ، فضلا عن الإحتجاجات التي واجهته من طرف منظمات ضد التطبيع التي لم تنسى نعته المغاربة المحتجين ضد مايقع في غزة بالحيوانات .
كل هذه الحيتيات وأخرى ، جعلته ينتفض ويزمجر ضدا على مايعيشه من ظروف وضغوط داخل مكتب الاتصال الاسرائيلي بالرباط لم تمكنه من أداء ما كان يروج في مخيلته من آمال التدبير والتسيير بشكل مريح ، جعله في مأزق ودفعه غير مامرة إلى رفع صوته والتعبير عن عدم رضاه عن طريقة التسيير والمعاملة الحاطة من شأنه .
هذا الوضع المتأزم داخل المكتب تجاوز الجدران ليصل الى صناع القرار بتل أبيب ، ويتم عقد إجتماعات طارئة عاجلة لإيجاد حل سريع لفريق العمل بهذا المكتب الذي لم يكتب له النجاح ، وتعطي وزارة الخارجية الاسرائيلية الحق لرئيس المكتب يوسي بن دافيد
والقنصلة العامة لاستئناف عملهم بالشكل الذي يرونه مناسبا مع توجيه التوبيخ واللوم اللاذع لحسن كعبية الذي يستعد لمغادرة المغرب بخفي حنين، بعد أن تأكد أن تواجده بالمكتب الاسرائيلي مجرد تلميذ لدى يوسي ودوريت .
.