نحو الارتقاء بمدينة تيفلت إلى منطقة إقليمية للأمن

0

كاب 24- حسن اليوسفي 

حملات تطهير لتعزيز بناء المنظومة الأمنية :

شكلت حملات التطهير التي أطلقتها المديرية العامة للأمن الوطني بمدينة تيفلت خلال الآونة الأخيرة، والتي أشرف على مهمة تنفيذها السيد “محمد الدخيسي” المدير المركزي لمديرية الشرطة القضائية مدخلا لتنزيل استراتيجية موسعة تروم تعزيز دعائم المنظومة الأمنية على مستوى المنطقة، إذ تم بسط تصور عملي متعدد الأبعاد لمواجهة مختلف المظاهر الإجرامية وذلك في سياق دينامية تهدف لتجفيف منابع الجريمة على جل المستويات والأصعدة، وفي هذا الصدد مكنت مختلف العمليات النوعية والتدخلات الاستباقية التي بوشرت في هذا الشأن من توقيف العشرات من المشتبه في ارتكابهم لجرائم في قضايا جنحية وجنائية على حد سواء، مما ساهم في تحقيق استقرار الوضع الأمني وبالتالي تهييئ الظروف الملائمة لمواصلة أوراش الإصلاح المعلنة في ذات الإطار.

تحولات ديمغرافية واجتماعية تقتضي ضرورة الارتقاء بمدينة تيفلت إلى منطقة إقليمية للأمن :

عاشت مدينة تيفلت خلال الآونة الأخيرة على وقع تحولات ديمغرافية واجتماعية عميقة عقدت من مهام المنتسبين للمنظومة الأمنية على مستوى المنطقة، إذ أضحت غالبية العناصر الأمنية بمختلف المصالح تباشر أدوارها بشكل يومي في ظروف تتسم بالضغط، وذلك بالنظر لكون المكلفين بإنفاذ القوانين مقيدين بضوابط مهنية تقوم بالأساس على محدد النجاعة في التدبير والحكامة في التسيير، إذ تعقب مختلف التدخلات آليات للتقييم والمواكبة، غير أن النتائج المحققة في مختلف القضايا تظل محدودة ولا تستجيب لتطلعات الساكنة بالقدر المطلوب، حيث أنه ورغم كفاءة العديد من الأمنيين تظل التحديات المطروحة عائقا حقيقيا في بلورة أسس السياسات الأمنية المرجوة، مما جعل المدينة تعيش على الدوام على وقع مظاهر إجرامية شادة تستلزم مضاعفة الجهود للحد من الامتدادات الإجرامية المحتملة لبعض الانحرافات السلوكية الاستثنائية بالمجتمع.

الحاجة إلى تعزيز المنظومة الأمنية بمدينة تيفلت بموارد بشرية على مستوى مختلف المصالح :

إن رهان تحديث البنية الأمنية بمدينة تيفلت رهين بجعل الموارد البشرية دعامة أساسية لتحقيق التنمية البشرية على مستوى المنطقة، إذ أضحى العنصر الأمني يقوم بمهام عشرة أمنيين خلال اليوم الواحد، مما أدى إلى ضعف مردودية العاملين بالمجال الأمني وبالتالي الحد من نجاعتهم بشأن العديد من القضايا التي يشرفون على مهمة معالجتها لاسيما وأنهم يظلون مقيدين بقيم النجاعة والحكامة المطلوبتين بشأن غالبية الملفات التي ترد على مختلف المصالح، وفي هذا الصدد تلزم الإشارة أن خيار استقدام عناصر أمنية جديدة لتعزيز مسارات الإصلاح المعلنة على مستوى المنطقة أضحى مطلبا لا محيد عنه، وذلك في سياق الدفع في اتجاه الارتقاء بمدينة تيفلت إلى منطقة إقليمية للأمن انسجاما مع التحولات الديمغرافية، الاجتماعية، الاقتصادية وكذا السياسية والتي تفرض تطورا متناسبا مع متطلبات المرحلة على جل المستويات والأصعدة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.