في سياق الحرب المستمرة على قطاع غزة، كشفت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية عن نتائج استطلاع رأي أجري مؤخرًا، حيث أظهر أن 48% من الإسرائيليين لا يعتبرون تحقيق “النصر المطلق” في غزة هدفًا واقعيًا. هذه النتيجة تعكس تحوّلًا كبيرًا في المزاج العام الإسرائيلي تجاه الحرب والسياسة التي ينتهجها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
تفاصيل الاستطلاع
أُجري الاستطلاع عبر الإنترنت بالتعاون مع معهد القنطار يوم الخميس، وشارك فيه 605 رجال ونساء من مختلف الأعمار والقطاعات، بما في ذلك المجتمع العربي. أظهرت النتائج أن 31% فقط من المستطلعين يعتقدون أن النصر في غزة ممكن، بينما 21% أعربوا عن عدم معرفتهم.
وفيما يتعلق بصفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، التي طُرحت عبر عدة وسطاء دوليين، أعرب 49% من المستطلعين عن تأييدهم لها، بينما عارضها 30%، ولم يتخذ 21% موقفًا واضحًا. وفقًا للتقارير، يتضمن المقترح إطلاق سراح حوالي 30 محتجزًا إسرائيليًا مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين، مما يعكس تحديًا جديدًا للحكومة الإسرائيلية في تحقيق أهدافها.
الانقسام السياسي وتداعياته
الاستطلاع كشف أيضًا عن تصاعد الشكوك حول دوافع نتنياهو السياسية؛ حيث يعتقد 50% من الإسرائيليين أن قراراته في الحرب مدفوعة باعتبارات سياسية بحتة. يأتي ذلك في وقت تتزايد فيه الانتقادات الداخلية لنتنياهو، حيث أشار 58% من المستطلعين إلى أن أدائه في إدارة الحرب ليس جيدًا أو “ليس جيدًا على الإطلاق”، مقابل 32% فقط يرونه جيدًا.
تواجه حكومة نتنياهو تحديات كبيرة على الصعيدين الداخلي والدولي. فبدلًا من تحقيق وعوده بالقضاء على حركة حماس واستعادة جميع الأسرى الإسرائيليين، بات نتنياهو يجد نفسه محاصرًا بتصاعد الضغوط الشعبية والدولية. تقارير متعددة تحدثت عن محاولات نتنياهو لإجهاض أي تسوية مع حماس، خاصةً أن صفقة تبادل الأسرى قد تعني نهاية حكومته.
تداعيات دولية وضغوط متزايدة
على الصعيد الدولي، تتواصل الضغوط على إسرائيل لوقف إطلاق النار. فقد أجرى الرئيس الأميركي جو بايدن اتصالات مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لمناقشة تطورات الوضع في غزة. وبينما تدفع الولايات المتحدة ومصر وقطر نحو تسوية سلمية، تُظهر إسرائيل إصرارها على استمرار العمليات العسكرية.
وفي خضم هذه الجهود، تواجه إسرائيل تظاهرات دولية تطالب بوقف الحرب. في الولايات المتحدة، خرجت مسيرات حاشدة، بما في ذلك في شيكاغو، حيث هتف المتظاهرون مطالبين بوقف الإبادة في غزة، ونددوا بسياسات إسرائيل.
بينما تتزايد الضغوط الدولية على إسرائيل لوقف الحرب في غزة، يواجه نتنياهو تحديات كبيرة على الجبهة الداخلية.، حيث أن الاستطلاع الأخير يعكس حالة من عدم الرضا الشعبي المتزايدة تجاه أداء الحكومة، ويضع نتنياهو في موقف سياسي صعب قد تكون له تداعيات بعيدة المدى على مستقبله السياسي.