كاب24 – عبد اللطيف الحافضي
في مبادرة إنسانية نبيلة لتحسين الرعاية الصحية النفسية بمستشفى الأمراض العقلية بشفشاون، خصصت عمالة شفشاون و المجلس الإقليمي والمجلس البلدي، مبلغا ماليا يقدر ب 700 ألف درهم؛ من أجل التخفيف من معاناة أسر المرضى من شراء الأدوية خاصة ذات التكاليف المرتفعة.
وتأتي هذه المبادرة الممولة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمجلس الإقليمي والبلدي و بشراكة مع مستشفى الأمراض العقلية والمندوبية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية بشفشاون، ضمن الجهود التي تبذلها السلطات الإقليمية من أجل النهوض بأوضاع الأشخاص؛ الذين يعانون من اضطرابات نفسية حادة وتلبية احتياجاتهم، بمستشفى الأمراض العقلية بالمدينة.
وقال الدكتور عبد الفتاح فرقتون، مدير مستشفى الأمراض العقلية بشفشاون، في تصريح خص به كاب24 “إن مبادرة توفير الأدوية من قبل المتدخلين، جاءت في إطار التزام إدارة مستشفى الأمراض العقلية بالمدينة الدائم بتوفير الرعاية الصحية النفسية لجميع المواطنين والمواطنات بهدف تحسين جودة حياة المرضى والتقليل من الضغط المالي لأسرهم”.
ونوه فريقتون، في نفس الوقت بالجهود التي تبذلها السلطات الإقليمية الممثلة في عامل الإقليم؛ الذي بادر إلى تخصيص هذا المبلغ المهم للتخفيف من معاناة المرضى وأسرهم بحكم ظروفهم الاقتصادية الصعبة، والتي تحول دون تمكنهم من اقتناء هذه الأدوية والتي قد تصل بعضها إلى حوالي 600 درهم، مؤكدا على ضرورة بذل مزيد من الجهد من أجل تحسين خدمات هذا المرفق الصحي؛ الذي أصبح يضرب به المثل على الصعيد الوطني، بحكم جود الخدمات ة التي يقدمها للمرضى من مختلف أنحاء المملكة.
من جانبه، أكدت يسرى العلمي، رئيسة جمعية صيادلة شفشاون، في تصريح للجريدة “أن خطوة توزيع الأدوية المجانية سيكون لها تأثير إيجابي كبير على المرضى وعائلاتهم، مضيفة ” نحن ممتنون للمساهمة المالية التي خصصتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمجلس الإقليمي والمجلس البلدي للمدينة والتي ستساهم في توفير الرعاية الشاملة للمرضى في مسيرتهم نحو التعافي”.
وأضافت المتحدثة ذاتها، أن المبادرة سيكون لها انعكاسات إيجابية على المرضى واستفادتهم من هذه المادة العلاجية بشكل مجاني مما سيمكن من تقديم العلاج الفعال لهم”، مضيفة “أن جمعية صيادلة شفشاون، مستعدة لتنفيذ هذا المشروع المشترك، مؤكدة عزم الجمعية على تنظيم برامج التوعية وحملات طبية لفائدة المرضى قصد مساعدتهم في إدارة حالاتهم بشكل أفضل والعودة إلى حياتهم الطبيعية”.
وأوضحت العلمي، أن عملية توزيع الأدوية ستتم بطريقة محكمة بتنسيق مع إدارة مستشفى الأمراض العقلية، مشيرة إلى أن الجمعية الموكولة لها مهمة شراء الأدوية الأساسية التي يحتاجها المرضى وبعدها سيتكفل الطاقم التمريضي بمستشفى الأمراض العقلية بعد عملية تشخيص حالة المريض بتقديم الوصفة الطبية واللازمة حتى تصل إلى المريض.
وكان محمد العلمي ودان، عامل إقليم شفشاون، قد قام، مؤخرا، والوفد المرافق له، بزيارة تفقدية لمستشفى الأمراض العقلية بالمدينة، حيث قدمت له شروحات تخص وضعية المستشفى وطريقة تدبير عملية توزيع الأدوية على المرضى، وحث المشرفون على هذه العملية على تنفيذ هذه المبادرة وفق خطة دقيقة وواضحة حتى يتسنى للمرضى إمكانية التعافي والعودة إلى حياتهم الطبيعية.
وتعد مبادرة توزيع الأدوية التي أطلقتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وباقي الشركاء في التقليل من الأعباء المادية التي يواجهها المرضى، كما تعكس التزام المجتمع المحلي والسلطات الإقليمية بتحسين الرعاية الصحية النفسية للمصابين بهذه الأمراض الحادة.