“مكافحة العنف بالوسط الجامعي” عنوان يوم دراسي نظم بكلية الاداب والعلوم الإنسانية مرتيل

0

تقرير عبد المنعم الحروش:

بمناسبة الأسبوع الوطني للصحة الجامعية نظمت كلية الاداب والعلوم الانسانية بمارتيل بالتعاون مع  نادي علم النفس الاكلينيكي يوما دراسيا حول موضوع “مكافحة العنف بالوسط الجامعي”، وذلك يوم الثلاثاء 19 دجنبر 2023 بقاعة الندوات محمد الكتاني على الساعة الثانية عشرة والنصف زوالا. وقد شارك في هذه الندوة  كل من أساتذة علم النفس الدكتور عبد الرحيم تمحري والدكتورة أسماء أغنضور والدكتور بدر الدين الزايدي.

ترأس اللقاء الدكتور تمحري الذي رحب بالأساتذة المشاركين وبنائب العميد الدكتور المعتصم الشارف وبالطلبة وبكافة الحضور. ثم أعطى الكلمة للسيد نائب العميد الذي رحب بدوره  بالحضور وقدم الموضوع الذي ستتناوله الندوة ثم تطرق الى العنف؛ حيث عرف العنف عامة والعنف داخل الجامعة خاصة  كما ذكر اسبابه وسبل تجاوزه والوقاية منه كالأنشطة التعليمية والترفيهية وخلايا الإنصات و كذلك الاهتمام بالبعد النفسي للطلبة وغيرها. كما قدم كلمة شكر وتقدير للأساتذة الكرام ولأعضاء نادي علم النفس الإكلينيكي وللطلبة كافة ثم ختم مداخلته بعبارة “كن لطيفا ولا تكن عنيفا”

ثم اعطى الدكتور تمحري الكلمة للطالب  منسق نادي علم النفس الإكلينيكي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمارتيل ،حيث عرف بالنادي وبالأستاذة المشرفة الدكتورة اسماء اغنضور كما عرف بأهداف النادي وبمبادئه الثلاث التشاركية  الالتزامية والحرية، وانهى  كلامه بشكر  الاساتذة الكرام والطلبة والحضور.

وقد ابتدأ اليوم الدراسي بمداخلة  علمية الأستاذة أسماء اغنضور  بعنوان: الأسباب النفسية و الإجتماعية للعنف بالوسط الجامعي.

بدأت الأستاذة مداخلتها بالإشارة إلى أن تعريف العنف يختلف حسب المجتمعات، و قد قدمت تعريفا للعنف باعتباره ذلك السلوك الذي يصدر من فرد أو جماعة لهدف إخضاع الآخر و يمكن أن يكون عبارة عن أقوال أو أفعال … و طبيعة الضرر قد تكون مادية أو نفسية. كما أكدت على ان العنف الجامعي من اصعب الظواهر التي تهدد حياة الطالب داخل الوسط الجامعي.

تطرقت الاستاذة كذلك الى الكثير من أسباب العنف كالتي تتمثل في  السلوكات اليومية التي يقوم بها الأبوان وكذلك العنف الصادر عن ضحايا العنف ،وفي سياق اخر  تطرقت الى المسببات الرئيسية للعنف  في وقتنا المعاصر والمتمثلة  في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي  . ثم تطرقت الى العنف الجامعي حيث ذكرت مسبباته وانواعه (عنف نفسي عنف جنسي…) وتأثيره السلبي على الحياة الجامعية للطالبفي مسيرته الدراسية .

وبعدها اسندت الكلمة للدكتور  بدر الدين الزايدي  ليلقي محاضرته  تحت عنوان: La communication non violente comme perspective de prevention

، وقد استهل الأستاذ الزايدي مداخلته بالتلميح الى أن التواصل هو سلاح ذو حدين حيث يمكن ان يكون عاملا للحماية Facteur de protection )  أو عاملا للتهديد او الخطر (Facteur de risque )  وقد أشار إلى ان أفضل طريقة لمقاومة او مواجهة حالة التواصل العنيف هو انتهاج مقاربة التواصل غير العنيف التي ترتكز على اربع مبادئ أساسية والمتمثلة في :

– الملاحظة : L’observation

– التعبير عن العاطفة التي أثارها التواصل العنيف : Declaration de l’émotion

-التعبير عن الحاجة ( الحاجة للهدوء/ الحاجة للإنسحاب) : declaration de besoin.

– صياغة الطلب: Formulation de la demande.

كما ركز على أهمية تدريب الذات على هاته المبادئ حتى تصبح نهج حياة. ومن أهم النقط التي أشار إليها أيضا أهمية إدماج ورشات تدريبية حول التواصل غير العنيف في المناهج التدريسية ، ولم يفته أن يثني على طلبة كلية الأداب بمارتيل كونهم عينة معتبرة للشباب المتوازن، وانهى مداخلته عن فخره لانتمائه لكلية الاداب والعلوم الانسانية .

وكان بعد ذلك  مداخلة الأستاذ عبد الرحيم تمحري بعنوان “العنف الآخر العنف اللغوي المتخلف ”

وقد  فضل ذ.تمحري أن تكون مداخلته مفتوحة خاصة وأنه اعتبر المداخلتين السابقتين شاملتين و كافيتين، لذلك فضل النص المفتوح على النص المغلق حسب قوله  حيث شبه الأول بالجدول والثاني بالبركة .

كما أشار الدكتور  تمحري إلى أننا جميعا عرضة للعنف بشتى أنواعه وخلال مرات عديدة في اليوم الواحد . ثم أفاض الحديث عن مظاهر هذا العنف داخل موسسة الأسرة ابتداء بالوالدين لينتقل بعدها للحديث عن فئة المراهقين وتأثرهم بالوسط الأسري وتمظهرات العنف في سلوكياتهم داخل المؤسسات التعليمية و مع أقرانهم. في هذا الصدد سلط د.تمحري الضوء على العنف الجنسي الذي تغديه بشكل كبير مواقع الإعلام والتواصل الاجتماعي الذي سماه بالعنف الناعم .

ولم يفته أن يركز على الحلول، فعلى مايرى  الدكتور تمحري  ،بأنه لا يمكن أن يسدل الستار عن فعاليات هذا الملتقى دون إرسال إشارات أمل وهو الأمر الذي كان يلح عليه طيلة اللقاء، وفي هذا الصدد إرتأى  أن أن يكون ضمن أهم الحلول التركيز على أهمية التربية والتنشئة الإجتماعية من أجل إنشاء جيل يسوده الحب والتواصل الإيجابي والبناء في المجتمع .

وفي الختمام كمت جرت العادة ،خصصت الفقرة الختامية للندوة للأسئلة والمداخلات، حيث فتح المجال للحضور من الطلبة والباحثين  لطرح تساؤلاتهم وتقديم مداخلاتهم.و  من بين الاسئلة التي تم التطرق إليها التساؤل عن أسباب الاختلافات الموجودة بين الفصائل الطلابية  والتي غالبا ما تؤدي الى العنف سواء اللفظي او الجسدي ودور ادارة الكلية في الحد من هاته الممارسات.كما مست مداخلات اخرى جانب الأسرة والإعلام، بحيث تطرقت إحداها الى إمكانية اخضاع الزوجين الى دورات تدريبية يشرف عليها مؤطرون نفسيون لاختبار مدى جاهزيتهم النفسية والعاطفية والفكرية لولوج مؤسسة الزواج، أما فيما يتعلق بمجال الاعلام فقد دار التساؤل حول ما اذا كان أصحاب البرامج الاعلامية يستشيرون الاخصائيين النفسيين اثناء اعداد برامجهم.

وكانت هاته اضافات أثنى عليها الدكاترة المتدخلون واعتبروها علامة نجاح هذا اللقاء كما أجابوا على أسئلة الحضور وعقبوا على مداخلاتهم.

في الأخير قام الدكتور تمحري بتقديم كلمة ختامية عبر فيها عن امتنانه لكل من سهر على إنجاح هذا اليوم الدراسي،كما تم التقاط صورة جماعية للجمع الكريم في هذا اليوم الدراسي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.