حالة من الترقب المشوب بالحذر غير العادي تعيشها تركيا هذه الأيام ، وتحاليل سياسية داخلية وخارجية حول حمى الانتخابات ومن سيفوز برئاسة الدولة وسط أجواء إقتصادية متوترة وانقسامات سياسية عمرت طويلا ، وتسببت في تعميق هوة الغموض ، وأربكت كل الحسابات والتوقعات المتعلقة بمن سيفوز برئاسة تركيا .
وكالعادة ، تظل الفزاعة السورية الطريق السيار السهل كورقة مؤهلة لفوز المرشحين للرئاسة ، فذاك يرفع منسوب سقف ترحيلهم ، والآخر ينادي بالإحتضان ، فيما يقوم الرئيس السوري بشار الأسد بحركات تسخينية لعقد لقاء القمة مع الرئيس رقم 13 الفائز القادم سواء أعيد إنتخاب الرئيس الحالي أردوغان ، أو زعيم المعارضة كمال أوغلو ، أو سنان أوغان ، بعد أن انسحب المرشح الرابع محرم الخميس المنصرم .
المنافسة التلاثية تبدو نوعا ما صعبة حامية الوطيس ، وأنباء عن ميل كفة أردوغان في استقراء نتائج الإنتخابات في جزئها الأخير ، ومع ذلك لازال بصيص التضور الأولي عمن يكون الفائز الذي يلوح في الأفق غائبا لدى التركيين ، لغموض وتشعب التحاليل مقارنة بالحقب السابقة ، فيما يرى مهتمون أجانب شبح فوز أردوغان قائما وبقوة لنيل ثقة الناخبين والشباب الذين سيصوتون وبغزارة للمرة الأولى في حياتهم ، وارتباط اسمه باللاجئين سيما السوريون ، ومواقفه السابقة اتجاههم هدا تحالف الخضر ، والمحطات والمشاهد السياسية والمواقف اتجاه عدد من الدول العربية التي يسودها الاخاء ، رغم مؤاخذته من طرف جهات استخباراتية خارجية عن دوره المصطنع في الاحداث الدامية التي عرفتها تركيا ، وزلازل التوقيفات العسكرية والقضائية التي طالت البلاد فيما قبل ، ومواقفه اتجاه دولة اسرائيل ، وهي الورقة التي ظلت متوارية عن الأنظار لحد كتابة هذه الأسطر، والتي قد تنبئ بمفاجئة عودة طيب رجب أردوغان ،.
عودة للموضوع بعد الموعد المخصص للدور الثاني في 28 من الشهر الجاري
