ONCF 970 x 250 VA

خبير إيفواري.. المغرب يجسد بسياسات ومشاريع ملموسة أحلام الوحدة الإفريقية

0

قال الخبير الاقتصادي الإيفواري، أداما أدجومايي، إن المغرب يجسد بسياسات طموحة ومشاريع ملموسة، أحلام الوحدة الإفريقية، في غمار تحولات استراتيجية تضع القارة نصب أعين القوى الكبرى.

وأوضح أدجومايي، المختص في مجال توظيف الكفاءات بجنيف، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن السياسة التي ينهجها المغرب في مجال الهجرة والبرامج التنموية التي يتقاسمها مع عدد من بلدان القارة جنوب الصحراء، تؤهله ليكون فاعلا رئيسا في دينامية تتطلع إلى الانتقال بالقارة الإفريقية إلى مرتبة متقدمة على سلم التنمية اعتمادا على مواردها الذاتية وعبر تعزيز شبكات الاندماج والتضامن البيني.

إن استناد المغرب على موقع جيو-استراتيجي متميز، ونجاحه في بناء نموذج مستدام للاستقرار السياسي والأمني عامل داعم لهذا التوجه، يؤهله ليكون جسرا بين إفريقيا جنوب الصحراء وأوروبا، حسب الخبير، الذي ساهم بمداخلة في ندوة حول هذا الموضوع، نظمتها منظمة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، غير الحكومية، إلى جانب فاعلين أجانب من مشارب مختلفة.

“لقد ترعرعت في مؤسسة تعليمية بنيت برعاية من جلالة المغفور له الملك الراحل الحسن الثاني ودشنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس”، يقول أدجومايي الذي يعتبر المشاريع والبنيات التي يقيمها المغرب في بلدان القارة نموذجا ملموسا للتعاون والتضامن الذي يعزز صلابة الجسم الإفريقي.

وأبعد من المجال الاقتصادي والتنموي، يتحدث الخبير الإيفواري عن رأسمال رمزي يتمثل في قوة اعتزاز المغرب بالهوية الإفريقية، وهو ما ظهر جليا في الإنجاز الرياضي الذي حققه أسود الأطلس في مونديال قطر، وحرص المغاربة على تقاسم هذا الإنجاز بنكهة إفريقية. “وهذا عنصر لا يتحقق دائما في منطقة شمال إفريقيا”.

ويستحضر في هذا السياق تجارب العديد من مجايليه الشباب الذين تابعوا دراساتهم العليا في المغرب، حيث استفادوا من مستويات تكوين عالية، في أجواء آمنة ومحيط اجتماعي مناسب، وعادوا إلى بلدانهم حيث شغلوا مناصب ريادية مهمة، موضحا أن هذه النخب التي تكونت في المغرب مرشحة للاضطلاع بدور هام في تحفيز التعاون القاري والاستفادة من النموذج المغربي في فضاءات قارية أوسع.

وثمن في هذا الإطار انخراط جلالة الملك بشكل عميق من أجل توفير بنيات استقبال تضمن كرامة واندماج المواطنين الأفارقة في النسيج المجتمعي المغربي، معتبرا أن وجود دياسبورا مغربية وإيفوارية في كل من البلدين، وحرية التنقل بدون نظام تأشيرة، وجه من وجوه تجسيد الوحدة الإفريقية.

وحول توجه المغرب في إطار سياسته الإفريقية إلى توثيق الشراكات الاقتصادية مع عدد من دول القارة، لاحظ أداما أدجومايي أن تغيرا يجري في ذهنية الأفارقة، والحماس الذي عبر عنه المغرب في وقت كانت القارة تبدو رهانا خاسرا بالنسبة للكثيرين بدأ يتقاسمه عدد من القادة والنخب الإفريقية. هناك إيمان أكبر بالقدرة على تحقيق مكاسب على طريق التنمية والنهضة الاقتصادية بالاعتماد على القدرات الذاتية والتعاون البيني.

واليوم، يسجل الخبير الإيفواري انبعاث هذا التوجه الاستراتيجي الدولي نحو إفريقيا، القارة التي تضم أكثر من 60 في المائة من المساحات القابلة للزراعة في العالم، بمخزون ضخم من المواد الأولية والمعدنية، يتعين توظيف الذكاء الجماعي لتثمينه بصناعات تحويلية عالية القيمة المضافة. يقول إن الطبقة المتوسطة والمثقفة الأكثر وعيا بالمستقبل تتوسع، والرهان الإفريقي هو التفكير من منطلق المصالح الخاصة بالقارة، واختيار العمل مع الشركاء الدوليين الذين يجسدون نهج التبادل العادل وتقاسم المنافع، خارج منطق الإملاءات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.