العيون: الاتحاد الاشتراكي ينظم مهرجانا خطابياً ترأسه الكاتب الأول ادريس لشكر

0

ترأس إدريس لشكر الكاتب الاول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية مساء أمس السبت 4 فبراير الجاري، المهرجان الخطابي للإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية بقصر المرتمران بالعيون وسط جو نضالي شارك فيه مناضلي الحزب على صعيد الجهة.

وتحدث الكاتب الأول لحزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، عن مراحل تطور أحداث القضية الوطنية أمام حشود غفيرة من الصحراويين، ومناضلات ومناضلي الإتحاد الذين حضروا بإعداد كبيرة للمشاركة في هذا المهرجان الخطابي تأكيدا منهم على أهمية قضايا الوطن ووحدته.

وذكر القيادي الإتحادي بما قدمه أبناء الأقاليم الصحراوية “آباء وأجداد” من روائع ومفاخر في ملحمة ثورة الملك والشعب، وبالمعارك التاريخية الخالدة وأساسا محطتين كانت أولهما “معركة الدشيرة” والثانية هي “المسيرة الخضراء” والتي مكنت من إجلاء آخر جندي أجنبي عن الأقاليم الجنوبية، مستحضرا الفترة التي قدِم فيها ممثلوا وشيوخ وأعيان هذه المنطقة إلى المغفور له محمد الخامس بعد عودته من المنفى، خصيصا لتجديد البيعة وتأكيد إرادتهم على مواصلة الكفاح لتحقيق الوحدة الترابية، حيث خاطبهم الملك مؤكدا على استعداده لحمل السلاح رفقة أبنائه للجهاد واستعادة المناطق المغربية المحتلة، مشيرا إلى أن كل هذه الأحداث كانت ما قبل إستقلال الجزائر وقبل وضع قضية الصحراء بالأمم المتحدة.

كما شدد لشكر على أن تاريخ 25 فبراير 1958، سيشكل محطة بارزة في مسار استكمال الوحدة الترابية، عندما اختار أبناء المنطقة التأكيد على ولائهم لملكهم واستمرارهم بالكفاح، لينطلق جيش التحرير وتكون معه بداية المعارك الكبرى لتحرير الصحراء من المستعمر الإسباني ، مشيرا إلى أن هذا الكفاح المسلح الذي كاد أن يهزم إسبانيا هو الذي حركها رفقة فرنسا لتكوين تحالف هدفه كَنس هذه المنطقة من المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وهو ما اضطرهم وقتها إلى الإنسحاب.

وأضاف إدريس لشكر ، أنه من وقتها لم يتخلف المغرب عن طرح مطلب تحرير المنطقة الصحراوية في سجلات الأمم المتحدة قبل حتى أن تستقل الجزائر، مؤكدا على أن هذا هو التاريخ الحقيقي للصحراء المغربية التي أصرَّ أبنائها على التسلح والمقاومة والذهاب إلى إخوانهم في الداخل للتأكيد على وحدة المغاربة.

وتابع المتحدث قائلا :” هذه الخطوط هي مسيرة التحرير التي كان بطلها محمد الخامس، وإن لم تؤدي هذه المسيرة وقتها إلى تحرير الصحراء إلا أنها تؤكد على أن محمد الخامس كان على ارتباط وثيق بالاقاليم الصحراوية وهو الموَجَّه للمقوامة وجيش التحرير والمعارك التي كانت هنا.. بعد خطاب طنجة كان هنالك خطابين ورسائل واضحة بأن الملكية في المغرب ومحمد الخامس مع أبناء شعبه سيجاهدون من أجل تحرير الصحراء”.
وأسترسل الكاتب الأول لحزب الإتحاد الإشتراكي قائلا: ” للأسف وبسبب أوضاع دولية.. وبسبب القطبية التي كانت وقتها بحيث أن قطب الاتحاد السوفياتي الذي كان بطبيعته مع النظام الجزائري والغرب الذي كانت له أطماع وخطط بعدم إرجاع الصحراء إلى مغربها، كل هذا جعل المغرب في وضعية صعبة عاش خلالها المؤامرات من طرف العديد كما أن موازين القوى حينها حالت دون تحرير الصحراء بالسلاح، إلى أن اختار الحسن الثاني أسلوبا مبدعا لاسترجاع الصحراء وهو المسيرة الخضراء التي كانت مسيرة المغاربة جميها شاركت فيها كل مدينة وقرية بالمملكة من أجل استرجاع الصحراء وانسحاب اخر جندي اسباني منها”.

في نفس السياق تحدث لشكر عن مسيرة الوحدة التي قادها المغفور له الحسن الثاني، مشيرا إلى أن الأمر لم يكن سهلا خاصة وأن ميزان القوى كان مختل لفائدة الجارة الجزائر التي كانت مدعوة من طرف ليبيا حيث تم تسليحها وتوظيفها ضد المغرب مما أطال من عنر مسيرة الكفاح.

وقال القيادي الإتحادي “لحسن حظ هذا الوطن أن الأمانة تنتقل من ملك الى ملك وانتقلت الأمانة إلى جلالة الملك محمد السادس الذي ستجدون في خطابته صدى محاميد الغزلان والذي استطاع بحكمة وتبصر وصرامة أن يؤكد للجميع على أن المغرب سيتعامل انطلاقا من النظارة التي يراه بها العالم”، مضيفا :” المغرب اختار بكل مسؤولية الدفاع عن وحدة ترابه وإن كنا في ظروف معينة خرجنا من منظمة الوحدة الإفريقية وإذا كان المغرب في ظروف معينة قبل الإستفتاء لأنه لم يكن لدينا حل وإلا كان سينهار كل شيء”.

وتابع لشكر مؤكد على أن تغير الظروف وتغير موازين القوى جعل للمغرب المغرب الذي يملك مشروعا قويا، صدى في مختلف مناطق العالم، مشيرا إلى أن كل الدول وكل المنظمات “إقليمية او جهوية ودولية ” بدأت تتعامل مع المغرب بنوع من الندية، والتي جلبت معها الكثير من المكاسب، كالعودة للإتحاد الإفريقي، وإجلاء المرتزقة عن منطقة الكركارات واعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالسيادة المغربية على الصحراء المغربية، وهو ما خلق نوعا من الحقد والحسد لدى من اعتاد استعباد الناس ونهب ثرواتهم، خاصةوأن هنالك دول لم تعجبها هذه الندية التي أصبح يتعامل بها المغرب مع باقي الدول.

ليتناول الكلمة الكاتب الجهوي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لجهة العيون الساقية الحمراء ” الشيخ ميارة ” و أكد في كلمته خلال هذا المهرجان الخطابي للإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية بمدينة العيون هو عرس نضالي، سيشهد من خلاله الجميع على المشروع التنموي الكبير بالأقاليم الجنوبية.
وأشار الكاتب الجهوي إلى المجهودات الحقيقية المبذولة بمدينة العيون مما جعلها ترقى وتتجاوز نصف عواصم إفريقيا، مذكرا بأوضاع الصحراويين الذين بِيع لهم الوهم وأُرغموا على الذهاب إلى تندوف لاستخدامهم كورقة، مؤكدا على رغبتهم في الالتحاق بوطنهم المغرب إذا ما فُتِحت لهم الأبواب.

كما دعا الكاتب الجهوي الإتحادي الجميع، إلى الإنخراط في المشروع التنموي بالأقاليم الصحراوية، مؤكدا على أن الصحراء في حاجة للكثير من الدعم بُغيَة تقديم النموذج الحقيقي للصحراء الموحدة، مشددا على أن المغرب في عهد محمد السادس أكد للجميع أنه دولة بمشروع وأن الدولة لن تتنازل عن صحرائها.

وبعد كلمة الكاتب الجهوي تناول الكلمة المستشار البرلماني و عضو المكتب السياسي ” السالك الموساوي” حيث جدد في كلمته ان المسار النضالي الحزبي تأكيده على الإستمرار في الدفاع عن مغربية الصحراء، مُنَوِّها بحذر و يقضة وكفاح أبناء الصحراء وكذا مناضلي ومناضلات الإتحاد الإشتراكي الذين حضروا المهرجان الخطابي، قائلا :” هذا دليل على أننا نقوم بالمعارضة في المغرب كله لكننا لا نقوم بالمعارضة في الصحراء المغربية.. في هذه المنطقة نحن مستعدون للكفاح من أجل تنميتها وأن يكون جوابنا جواب واحد لكل الخصوم والأعداء ولذلك تجدوننا يد واحدة”.

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.