لا حديث لساكنة فكيك تزامنا مع مناسبة معرض الثمور، إلا عن حالة وشكل رجل أمن غريب الأطوار والتحركات ، كان موضوعا تلوكه الألسن منذ ازيد من سنة وحسب ما سربه أحد أعيان المدينة _ لكاب 24 _معززا بالصور لرجل أشعت أغبر يشتغل ضمن صفوف رجال أمن منطقة فكيك ، شكله غير معهود إن لم نقل غير مقبول ، وأكيد ترفضه أيضا المديرية العامة قبل المواطنين، متسائلين هل يعلم المدير العام بمثل هذه الحالات التي إستنكر لها الرأي المحلي بفكيك ، بالنظر لأزيائه وشعره الأشعت الأغبر ولحيته المسدلة، وشبشب وهو ماسك بجهاز اللاسلكي ، فيخال الرائي أن المعني ماهو إلا معتوه متشرد مهووس عاشق لمهنة رجال الامن .وأن لاعلاقة له بهذه المهنة المنظمة تنظيما قانونيا .
غير أن مصادرنا من عين المكان أكدت أن الصورة المسربة فعلا تعود لضابط أمن قادم من الدارالبيضاء قبل أزيد من سنتين ، تقول التخمينات أن الادارة العامة نقلته تنقيلا تأديبيا ، كما شوهد وهو يهمس بكلمات في معظمها تتحدث حول والدته بالقول : ” .. مي فاينك .. مي ولا عليك انا جاي منخليكش تمرضي بوحدك … مرضك انا ناخدو أميمتي.. الطريق بعيدة .. هاني جاي الوالدة ,,, راني بعيد عليك لكن قريبة ليا فقلبي ,,, ” وهكذا دواليك مما يبن أن في الأمر تعقيدات نفسية سببها بعده عن والدته إن هي لازالت على قيد الحياة أو بعده عن أسرته .
هذا العنصر الأمني الغريب عن المنطقة ، تقول مصادرنا دائم الإعتكاف بمسجد المدينة حيث يتناول ما يقدم من طعام في اطار الصدقة .
ومما لاشك فيه ، أن المديرية العامة للامن الوطني ، حريصة كل الحرص على التأطير الطبي والمتابعة النفسية لعناصرها بشكل جد مميز ، لكن بعض الحالات كالتي نحن بصددها وغيرها معزول طبعا ، قد تظهر على حين غفلة ، وبالتالي تنتج عنها حالات الإنتحار كما حدث مؤخرا بغابة أدميم بأكادير عندما انتحر شرطي تاركا رسالة يتحدث فيها عن انهزامه أمام ضغط الاكتئاب راجيا السماح من والدته ، وحالة العميد قبلها الذي حاول قتل خطيبته وأمها ، وافرغ رصاصة في راسه داخل سيارته معتقدا أنه قتلهما فيما انهما اصيبتا بالطلق الناري في نواحي متفرقة من جسمهما أدخلا بسببها الى الانعاش .
وقصة عميد شرطة بالناظور الذي وضع حدا لحياته انتحارا في شهر غشت الماضي ، والسبب الضغط المهني والكآبة حيث كان يخضع لمتابعة طبية نفسية ، وآخر يعمل بمطار الرباط سلا إنتحر سنة 2018 بمسدسه الوظيفي بمنزله بحي الفتح بمدينة الرباط ، وحالات طالها المرض المزمن فاستكانت في زاوية من زوايا البيت العائلي ، وهنا يعلو النقاش من جديد عن أسباب إنتصار المرض والكآبة على الجهود المبذولة من طرف الادارة العامة ومنذ أمد بشكل ملموس أكثر من باقي التنظيمات الأخرى ، علما أن الظاهرة أصلا تغزو المجتمع برمته ؟
ان هذه الحالات والتي تلتقي في محور خلخلة الأوضاع الإجتماعيه لها ، كالإبتعاد عن الزوجة والوالدين والأسرة ، والتفكك الأسري وحالات الطلاق الى غير ذلك من المحطات التي لها نهاية حتمية غير قابلة للتأويل أو النقاش ، وجب مضاعفة الجهود بشأنها لتأطيرها ووضعها في محلها الطبيعي ، للتصدي للظاهرة ، والبحث عن عقوبات تأديبية بديلة _ إن كانت الحالة تدخل في هذا الإطار _ وتوخي الحذر من ترك الأسلحة المهنية بين أيديهم ، فالحالات التي تمت تصفيتها انتحارا كانت بعضها أو جلها برصاص السلاح المهني ،الذي أصاب أيضا الغير .
وماحالة هذا العنصر الأمني بكلميم ببعيدة عن هذه السيناريوهات المتكررة ، لكونه قاب قوسين أو أدنى من نهاية غير مرغوب فيها ، فهو مشروع لكارثة ، وما على الإعلام الا التنبيه لمثل هذه الحالات عوض إستغلال مآسيها بعد الكارثة للتسويق الصحفي بعد فوات الأوان ، فالادارة العامة تاج رأسها بعد جلالة الملك هو عناصرها الأمنية التي تحظى من طرف المدير العام حموشي عبد اللطيف وبالملموس بالعناية الفائقة ، والتي وجب مضاعفتها ضمانا للحق في الحياة التي لاتكتمل الا بالعيش الكريم ، وما أحوج الوطن برمته الى الطمأنينة والسلامة الامنية بأمنيين مظمئنين سالمين عقليا وجسميا .
فالظاهرة قديمة جديدة ، حلقاتها متواصلة و البحث عن الأسباب دراستها هل هي ظاهرة مرفوقة بظروف صغط العمل ام سلوك بعض الرؤساء مع المرؤسين ام ظاهرة لها ارتباط عاطفي اسري ، لكن المطلوب وباستعجال هو احتواء الظاهرة داخل المديرية العامة للأمن الوطني بالحنكة المعهودة للمدير العام .