هل يعتمد المغرب اللغة الإنجليزية بدل الفرنسية في المقررات الدراسية؟

0

يعتمد المغرب منذ عقود اللغة الفرنسية كلغة ثانية للتدريس في المناهج الدراسية, خاصة منها المواد العلمية وفي المراحل الجامعية, رغم الجدل الذي لطالما خلقه اعتماد هذه اللغة ومدى فائدتها. واعتبارها عائقا في وجه إصلاح التعليم بالمغرب.

ومع كل دخول مدرسي يتجدد النقاش والدعوة إلى مقاطعة اللعة الفرنسية وتعويضها بالإنجليزية, لا بل وحتى إبعادها عن المعاملات اليومية في الإدارات العمومية, فأطلق نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي عددا من الدعوات من أجل وقف تدريس الفرنسية في المناهج التعليمية. معتبرين أن فرنَسة التعليم التي تستهدف الشرائح العمرية الصغيرة ومراحل أساسية جداً كالتعليم الإعدادي حيث يتم التأسيس الحقيقي لبناء المنطق الرياضي والمنهج العلمي بشكل صريح لدى المتعلمين، هو بمثابة الضربة القاضية التي حكمت على الجيل الحالي وأجيال قادمة بالفشل المحتوم.

ويعتبر أصحاب هذه الرؤية أن سبب تراجع المغرب تعليميا يرجع بالأساس  إلى إجبار الطلبة المغاربة على تلقي مختلف العلوم باللغة الفرنسية، مستشهدين بتذيل المغرب والجامعات المغربية قوائم تصنيف أنظمة التعليم في العالم, كما يعزو المطالبين باللغة الإنجليزية، إلى أن المحتوى التعليمي المتعلق بآخر المستجدات التقنية أو العلمية متاح وبحجم ضخم باللغة الإنجليزية, ما يتيح لهم  فرص الانفتاح على الثقافات الأخرى العالمية، على عكس الفرنسية.

البرلمان المغربي يقر فرنسة التعليم

أقرّ البرلمان المغربي  بتاريخ  23 يوليوز 2019، بتعزيز مكانة اللغة الفرنسية في المدارس. عبر نص قانون وافق عليه 241 نائبا ومعارضة أربعة نواب وامتناع 21 نائبا عن التصويت، ما اعتبره البعض آنذاك بمثابة “خيانة لتاريخ المغرب ومستقبل المدرسة الوطنية”، و”انقلاب على الدستور المغربي” الذي ينص في فصله الخامس على أن “تظل العربية اللغة الرسمية للدولة، وتعمل الدولة على حمايتها وتطويرها وتنمية استعمالها، وتعدُّ الأمازيغية أيضاً لغة رسمية للدولة، باعتبارها رصيداً مشتركاً لجميع المغاربة دون استثناء”.

الأزمة الصامتة بين فرنسا والمغرب ودعوة مقاطعة الفرنسية

اعتبر بعض المراقبين لحملة مقاطعة اللغة الفرنسية وإبعادها عن المناهج التعليمية التي حصدت أكثر 6200 توقيع, أن الأزمة الصامتة بين فرنسا والمملكة المغربية, خاصة بعد التضييق الذي تعمدته فرنسا في قضية التأشيرات بالنسبة للمغاربة زادت من حدة هذه الدعوات, معتبرين أن الأمر ينحى منحا سياسيا بالدرجة الأولى, فيما ربط آخرون الفرنسية بالاستعمار الذي فرض لغته حتى بعد مغادرته البلاد.

بنموسى يؤكد الانفتاح على اللغات الأخرى

أكد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة شكيب بنموسى, خلال مؤتمر صحفي عند بداية الدخول المدرسي الحالي, أن هناك طلبات عديدة لاعتماد اللغة الإنجليزية في التعليم المدرسي, وتان هناك 2200 مؤسسة تعليمية في البلاد تعتمد اللغة الإنجليزية.

بنموسى خلال ذات المؤتمر لم يخفي ان هناك طلب بالمشاورات حول إصلاح منظومة التربية والتعليم لاعتماد اللغة الإنجليزية, قائلا  يجري تدريس مواد علمية بالفرنسية يمكن أن يجري تدريس مواد علمية باللغة الإنجليزية”. و إن ” الوزارة تعمل على توسيع تمكّن التلاميذ بالمستوى الإعدادي (بين المستوى 7 و9 في التعليم المغربي) من اللغة الإنجليزية”.

فهل يتجه المغرب فعلا إلى اعتماد اللغة الإنجليزية بدل الفرنسية في المناهج التعليمية كخطوة لإصلاح قطاع التعليم بالمغرب؟

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.