الصويرة.. السباحون المنقذون عيون يقِظة تسهر على سلامة المصطافين
أمام الإكتضاض الكبير الذي تشهده شواطئ المملكة، خاصة مع آرتفاع درجة الحرارة، يبرز الدور الرئيس لمصالح الوقاية المدنية، من خلال السباحين المنقذين الذين يتوزعون على كافة الشواطئ المحروسة، لحماية المصطافين من الغرق، ومراقبة وتنظيم السباحة، حيث يرفع الإكتضاض من منسوب المسؤولية الملقاة على عاتق السباحين المنقذين الحريصين على تأمين الشواطئ، وتمكين المرتادين من الإرشادات والنصائح الكفيلة بتجنب حالات الغرق في صفوف المصطافين، والحيلولة دون آقتراف سلوكات طائشة قد تكون عواقبها وخيمة.
ومن بين الشواطئ المغربية التي تشملها الحراسة، هناك شاطئ الصويرة، والشواطئ المجاورة له، كالديابات، وآسفي “السقالة”، بالإضافة إلى شواطئ بعض الجماعات الترابية، كسيدي كاوكي، وتفضنة، ومولاي بوزرقطون، ثم بحيبح، حراسة تتم عبر 77 سباحا منقذا، يبدأ عملهم هذا، إنطلاقا من شهر ماي، حتى شهر شتنبر، حيث خلال شهر ماي، يعمل فقط ما يقارب 40 سباحا منقذا، ممن آحتلوا الصفوف الأولى خلال الإختبارات، بينما خلال أشهر الذروة الثلاث، يونيو ويوليوز ثم غشت، تعمل الكتيبة بكاملها، ثم خلال شهر شتنبر، يتم مجددا الإكتفاء بالعدد الذي أشرف على مهمته خلال شهر ماي…، ويستهل السباحون المنقذون عملهم، صباح كل يوم، بتلقي التوجيهات والملاحظات من طرف مُشْرِف تابع للقيادة الإقليمية للوقاية المدنية بالصويرة، قبل خوض حصة تدريبية صباحية، ثم بعدها يتوجه كل عنصر لمكانه المخصص بالشاطئ، لمراقبة كل كبيرة وصغيرة، حرصا على سلامة المصطافين، مهمة تبدأ من الساعة التاسعة صباحا، حتى الثامنة مساء.
للإشارة، فأواخر شهر مارس من كل سنة، يتم الإعلان عن المباراة الخاصة بالسباحين المنقذين، وبداية شهر أبريل، يتم إيداع الملفات لدى القيادة الإقليمية للوقاية المدنية، ملف يجب أن يكون متكاملا لكل مترشح، والذي يجب أن يترواح سنه ما بين 18 سنة و 35 سنة..، وهي الملفات شأنها شأن الإختبارات التي يخضع لها المترشحون، يتميز آنتقاؤها وفحصها والمصادقة عليها وقبولها، بالدقة والعناية الفائقة والشديدة، وبعدم التساهل والمحاباة إطلاقا…، ثم بعد ذلك، يتم إخضاع من تم قبول ملفاتهم، لكشف طبي شامل ودقيق، من طرف طبيب تابع للقيادة الإقليمية للوقاية المدنية، وقبل ذلك، يتم إلزام المترشحين، بالإدلاء بآختبار PCR الذي يثبت الخلو من الإصابة بفيروس كورونا…، قبل أن يتم إخضاع المعنيين بعد آجتيازهم بنجاح للكشف الطبي، لآختبار تطبيقي، بمسبح لإحدى الفنادق، بالنظر للإكراه المتمثل في آفتقاد المدينة لمسبح بلدي على غرار عديد المدن المغربية، وتشرف عليه لجنة مختلطة تتكون من ممثلين للقيادة الإقليمية للوقاية المدنية، يتقدمهم قائدها الإقليمي، وممثل عن مكتب حفظ الصحة التابع لجماعة الصويرة، ثم ممثل عن المديرية الإقليمية للرياضة، كما يحضر الإختبارات هذه، طبيب القيادة المذكورة، وسيارة إسعاف تكون على أهبة الإستعداد للتدخل، في حال حدوث مكروه لأحد المترشحين، خلال خوضه للإختبار التطبيقي، والذي يكون كالتالي :
– 50 متر سباحة حرة، يُستَوجَب قطعها في أقل من دقيقة
– قوة التحمل المتمثلة في الغطس لعمق 20 مترا
– تمثيل عملية الإنقاذ، وكيفية التعامل مع آنتشال مجسم، والإمساك به، وقطع مسافة تبلغ 20 مترا، قبل إخراجه إلى بر الأمان
– إختبار يتعلق برمي طوق النجاة، الذي يجب أن يُرمى نحو الهدف بدقة…
والمتفوقون خلال هذا الإختبار التطبيقي، يتم إخضاعهم بعد ذلك، لدروس نظرية وتطبيقية تخص الإسعافات الأولية، ودروس في طرق التواصل، وغيرها من أشكال التأطير والتكوين، قبل أن يتسلموا مهامهم ويباشرونها بشكل رسمي.