كاب24 – جواد الأطلس:
تناسلت منذ أسابيع أخبار متواترة على مختلف المنصات الإخبارية والصحف تتحدث عن إمكانية إعادة تشغيل أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي في الاتجاه المعاكس من أجل توفير إمدادات الغاز للمغرب، وهي الأخبار التي نسبتها صحف إسبانية لمصادر مغربية مجهولة لم تفصح عنها، كانت أبرزها قصاصة نشرتها صحيفة “لاراثون”.
وفي سياق متصل، كان الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى بايتاس قد صرح في جوابه على “كاب24” أثناء ندوة صحفية أعقبت التصريح الحكومي، أن المغرب لديه ما يكفي من الإمكانيات لتعزيز الاستقرار الطاقي للبلاد، وهو الجواب الذي تطلب مزيداً من التوضيحات، لم يكشف عنها المسؤول الحكومي.
في هذا الصدد حاولت صحيفة “كاب24″، استجلاء الحقيقة كاملة وربطت الاتصال بشركة “ناتورجي” الإسبانية المسؤولة عن تشغيل وصيانة خط الأنبوب المغاربي الأوروبي، والتي تملك 77,2 في المائة من حصة خط الأنابيب، فضلاً عن استحواذها على 76,68 في المائة من حصة شركة ميطراغاز المتواجدة في طنجة والمشرفة على محطة الضغط الخاصة بالأنبوب العابر بمضيق جبل طارق.
وقالت الشركة في جوابها عن استفساراتنا، أن ما تم تداوله متعلق بمفاوضات بين الحكومة الإسبانية مع الحكومة الجزائرية لإعادة تشغيل خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي من أجل زيادة إمدادات الغاز إلى أوروبا، نافيةً أن هناك أي مفاوضات من شركة “ناتورجي” مع طرف ثالث.
ونظرًا لأن الأمر يتعلق بمفاوضات الحكومة الإسبانية والمغربية، تواصلت “كاب24″، مع وزارة الطاقة الإسبانية من أجل توضيحات أكثر عن هذا الاتفاق الذي سيجمع مستقبلاً الرباط ومدريد، ويجري التكتم عليه بشكل ملحوظ على المستوى الحكومي المغربي.
في هذا السياق، كشفت وزارة الطاقة الإسبانية ولأول مرة بشكل رسمي عن معلومات حصرية لـ”كاب24″، حول الاتفاق الذي يجري بين المملكة المغربية والجارة الشمالية، إذ قالت الوزارة الوصية على القطاع الطاقي بإسبانيا، أن المغرب طلب دعمها لضمان أمن طاقته على أساس العلاقات التجارية، وهو الطلب الذي استجابت له إسبانيا بشكل إيجابي، كما ينبغي أن تفعل مع أي شريك أو جار، حسب تعبيرها.
وأضافت وزارة الطاقة الإسبانية في جوابها عن استفسار “كاب24″، أنه وبشفافية تامة، سيكون المغرب قادرًا على شراء الغاز الطبيعي المسال من الأسواق الدولية، وتفريغه في مصنع إعادة تحويل بالجزيرة الخضراء عن طريق استخدام خط أنابيب الغاز المغاربي للوصول إلى أراضيه.
تصريحات وزارة الطاقة الإسبانية والتي كشفت عنها بكل شفافية للموقع، فتحت باب التساؤلات على مصراعيه حيال دواعي تكتم الرباط عن تفاصيل الصفقة التي سيجري عقدها مع الجارة الإيبيرية في ظل المناخ الدبلوماسي المتوتر منذ استقبال وزيرة الخارجية بحكومة “بيدرو سانشيز” زعيم الانفصاليين “إبراهيم غالي”، عزتها الأخيرة لدواعي إنسانية.
وتجدر الإشارة، أن الطلب المغربي لتوريد الغاز عبر خط الأنبوب المغاربي الأوروبي، يأتي بعد أشهر قليلة فقط من قيام الجزائر بقطع إمدادات الغاز القادمة عبر الأنبوب عبر التراب المغربي، وهي الخطوة التي وصفتها الحكومة المغربية “غير المؤثرة” قبل العودة لتقديم طلب الدعم الإسباني عبر اتفاق تجري تفاصيله في الخفاء.