كاب24 – الأناضول:
قال الخبير المغربي في السياسات الرياضية، منصف اليازغي، إن بطولة أمم إفريقيا تطورت كثيرا، مشيرا إلى أن عدم ترشيح منتخب بلاده للفوز باللقب، هو أمر “في صالحه ويرفع الضغط عنه”.
وتحتضن الكاميرون، بطولة كأس أمم إفريقيا 2021 بين 9 يناير/ كانون الثاني و6 فبراير/ شباط 2022.
وأوضح اليازغي، في مقابلة مع “الأناضول”، أن “من حسن حظ المنتخب المغربي أنه يدخل منافسات نهائيات كأس إفريقيا بالكاميرون، دون أن يكون مرشحا للقب، وإنما من باب الباحث عن نتيجة جيدة، وهذا الوضع في صالحه، يرفع عنه الضغط”.
وتابع: “في عام 1976 دخل المغرب منافسات كأس إفريقيا ليس بحثا عن اللقب، ولكن فقط ليسجل ثاني حضور له في النهائيات، لكن فاز باللقب”.
وزاد: “في عام 1980 خسر المغرب أمام المنتخب الجزائري بـ5 أهداف لواحد (في تصفيات دورة الألعاب الأولمبية)، ثم ذهب إلى نهائيات أمم إفريقيا بنيجيريا، وحقق المركز الثالث في وسط دهشة الجميع”.
واسترسل اليازغي: “في نهائيات كأس إفريقيا 2004 بلغ المغرب المباراة النهائية، رغم أنه خاض المنافسات بعدما مني بإقصاء مزدوج من مونديال كأس العالم وبطولة إفريقيا 2002”.
وأضاف: “والعكس صحيح، حين يشارك ليفوز باللقب يقصى من الدور الأول، كما حصل في عام 1978 وكان حاملا للقب”.
واعتبر الخبير المغربي، أن “دخوله المنتخب المغربي إلى المنافسات غير مرشح للقب، يرفع الضغط عنه، ويكون في صالحه”.
* التفاؤل
وأشار اليازغي إلى أنه متفائل بأن منتخب بلاده “سيحقق نتائج إيجابية وخاصة أمام غانا”.
ويبدأ منتخب المغرب مشواره في بطولة كأس الأمم الإفريقية في 10 يناير الجاري، بمواجهة نظيره الغاني ضمن منافسات المجموعة الثالثة التي تضم أيضا الغابون وجزر القمر.
ويشرف على تدريب “أسود الأطلس” منذ أغسطس 2019، البوسني وحيد خليلوزيتش، بعقدة أهداف تتمثل في قيادة “الأسود” لنهائيات كأس العالم 2022 بقطر، وبلوغ المربع الذهبي لكأس أمم إفريقيا 2021 (تأجلت إلى 2022) التي تقام في الكاميرون.
وبخصوص تشكيلة “أسود الأطلس”، قال اليازغي: “هي مجموعة تمثل نقلة نوعية بعد نهاية جيل المهدي بنعطية وكريم الأحمدي، هناك جيل جديد يلعب في دوريات أوروبية قوية جدا”.
وتابع: “نأسف على غياب حكيم زياش(لاعب فريق تشيلسي)، لكن هذا اختيار للمدرب والقرار الأخير له”، مضيفا: “متفائل بأن المغرب سيذهب بعيدا في المنافسات، دون أن أقول إنه مرشح للفوز باللقب”.
* في خدمة القارة
وفي السياق، قال اليازغي، إن “إحداث بطولة كأس إفريقيا، جاء رغبة في أن تستقل الدول الإفريقية في الجانب الرياضي أيضا، بعدما نالت استقلالها الترابي، وكانت البداية بثلاث منتخبات فقط (مصر والسودان وإثيوبيا عام 1957)”.
ولفت المتحدث إلى أن “كأس إفريقيا تطورت بشكل يوازي التغيرات التي شهدتها منظمة الوحدة الإفريقية (تأسست 1963 وكانت آنذاك نحو 30 دولة لكنها أصبحت حاليا أكثر من 50 دولة)”.
وأضاف: “عندما تبرز منتخبات القارة الإفريقية بأداء مرتفع في المباريات الدولية، تخلق حولها صورة طيبة في العالم”.
وقال: “في عام 1990، شارك المنتخب الكاميروني في كأس العالم الذي احتضنته إيطاليا، كان بطلا لإفريقيا (دورة 1988)، وفي الدور الأول انتصر على المنتخب الأرجنتيني، ووصل إلى دور ربع النهائي، لقد ترك صورة طيبة عن المنتخبات الإفريقية، وترك العالم يتابع عن كثب كرة القدم الإفريقية”.
وتابع: “بمثل ذلك الأداء الإفريقي الجيد، تقدم الرياضة القارة الإفريقية بصورة أفضل أمام العالم، عوض الصورة التي تسود عن أن بها دول متخلفة ومتكاسلة”.
وتعتبر بطولة كأس الأمم الإفريقية، من أهم المسابقات الرياضية التي تقام بإشراف الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، ويجري تنظيمها بشكل دوري كل سنتين منذ 1957.
* التوظيف السياسي
وأشار الخبير المغربي أن “كرة القدم ظلت توظف سياسا على مدى العقود الماضية، وهو التوظيف الذي مازال مستمرا حتى الآن”.
وزاد: “استمر التوظيف السياسي للألعاب الرياضية بين المعسكرين الرأسمالي والشيوعي (عالميا)، حيث الفوز الرياضي لأي معسكر يستغله لإبراز القوة السياسية والعسكرية، وبالتالي رجاحة إيديولوجية المعسكر”.
وتابع: “الرياضة كانت دائما وسيلة لإبراز التفوق السياسي والإيديولوجي، وأول من وظف الرياضة للتعبير عن موقف سياسي في إفريقيا هو المغرب”.
وأوضح اليازغي: “المغرب رفض خوض تصفيات كأس العالم 1966، وأيدته القارة الإفريقية في موقفه، لقد كان موقفا سياسيا (كان السبب آنذاك شعور القارة الإفريقية بالاضطهاد نظرا لسياسة توزيع مقاعد المنتخبات المتأهلة للنهائيات)”.
وقال أيضا: “حين تأهل المغرب إلى الألعاب الأولمبية لعام 1968 بموسكو، وقع في مجموعة واحدة مع إسرائيل، ورفض المشاركة في الألعاب وانسحب”.
واسترسل اليازغي: “حين نستعرض تاريخ المواجهات بين المغرب والجزائر، كلها كانت بطعم سياسي، وتتحول إلى صراع سياسي على أرضية ملعب كرة القدم”.
وخلص الخبير المغربي، إلى أنه “دائما كانت كرة القدم وسيلة لتصريف مواقف سياسية، لكن الآن تحولت إلى تقديم دولة على أنها حديثة ومتقدمة ومتعافية سياسيا واجتماعيا واقتصاديا”.
وأضاف: “تنظيم بلد إفريقي لحدث كروي مثل كأس إفريقيا، معناه أن البلد مستقر أمنيا وله القدرة على تنظيم حدث كروي قاري، وأن النظام السياسي قادر على تنظيم حدث كروي من الحجم الكبير”.
* تخفيف الضغط
ورأى اليازغي، أن “استغلال كرة القدم لتخفيف الضغط على الأنظمة، يظل أمرا نسبيا ومرتبطا بأوضاع معينة”.
وتابع: “دائما كانت نتائج كرة القدم تنفيس على شعوب الدول المتخلفة، وتخفيف للضغط على الأنظمة، التي ترى أن الفوز يلهي الشعوب عن مشاكلها الحقيقية”.
وزاد: “ينسى الشعب أحيانا، لحظة انتصار كروي، المشاكل السياسية والاجتماعية التي يعاني منها بلده”.
ووفق الخبير المغربي، أن “كرة القدم كانت دائما تلهية، وأصبحت اليوم، إما تٌقدم الدولة على أنها قوية وقادرة على التنظيم، أو للتغطية عن المشاكل الداخلية”.