كاب 24 : -حفصة أغبالو
شهدت العاصمة التونسية، اليوم الجمعة، مظاهرات للاحتجاج على قرارات الرئيس قيس سعيد، تلبية للدعوة التي أطلقتها مبادرة “مواطنون ضد الانقلاب”, فيما تجمع عشرات من مؤيدي الرئيس التونسي في وقفة مساندة لقراراته أمام المسرح البلدي الكائن بالشارع ذاته مؤيدة لقرارات الرئيس قيس سعيّد الأخيرة وأخرى معارضة لها ومنددة بها، وذلك بمناسبة الذكرى 11 لاندلاع الثورة التونسية.
وكان الرئيس التونسي، قد أعلن يوم الاثنين المنصرم استمرار تجميد اختصاصات البرلمان لحين تنظيم انتخابات مبكرة في 17 دجنبر 2022، يتخللها القيام بإستفتاء وطني حول الإصلاحات الدستورية، لكن هذه القرارات قسمت الساحة السياسية وكذلك الشارع، بين من رحب بها واعتبر أنها تعبر عن مطالب التونسيين، ومن رفضها ورأى أنها تعزز وتؤسس لحكم الفرد الواحد وتهدّد المكاسب الديمقراطية التي حققتها البلاد.
وتعبيرا عن كل هذه المواقف ، خرج مئات التونسيين، اليوم، في شارع الحبيب بورقيبة، وهو المكان الذي شكل نقطة محورية في المظاهرات التي أنهت حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي في 14 يناير 2011, حيث رفع المشاركون خلال هذه المظاهرة شعارات تندد بالقرارات التي اتخذها الرئيس منذ 25 يوليوز الماضي، مطالبين باستئناف عمل المؤسسات المعطلة.
وكان القائمون على مبادرة “مواطنون ضد الانقلاب” قد أكدوا أن تحركهم الاحتجاجي -في ذكرى ثورة 17 دجنبر 2010، التي أطاحت بنظام الرئيس زين العابدين بن علي- سيكون مناسبة لإعلان تمسك الشعب بمطالب الثورة ومبادئها ورفض العودة إلى “ظلمات الدكتاتورية والحكم الفردي”.
في الجهة المقابلة تجمّع أنصار قيس سعيد للاحتفاء بهذه القرارات وأعلنوا دعمهم لها رافعين شعارات “معك للنهاية” و”أنتم تتظاهرو من أجل حزب ونحن نتظاهر من أجل وطن” و”لن دفع ديون المنظومة الفاسدة”، مطالبين بتحرير القضاء وبدستور جديد.
وتجدر الإشارة أن عناصر الشرطة قامت بوضع حواجز أمنية مشددة للفصل بين المظاهرتين، لمنع أي مناوشات أو مواجهات بينهما، كما أغلقت كافة المنافذ المؤدية إلى وسط العاصمة.
ولا يزال سعيّد يحظى بدعم واسع من التونسيين، الذين يقولون أنهم سئموا الفساد وضعف الخدمات العامة خلال العشرية الماضية، حيث حصل في آخر عملية سبر للأراء أجريت الشهر الماضي، على ثقة أكثر من 80% من المستجوبين.