كاب 24 – سعيد أحتوش:
في إطار الشراكة المغربية الأمريكية للحفاظ على التراث الثقافي المتنوع للمملكة المغربية، شهد “بيت الذاكرة” بالمدينة العتيقة للصويرة، زوال هذا اليوم الثلاثاء 05 أكتوبر 2021 إنطلاق برنامج الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، والذي سيمتد لثلاث سنوات، ويهدف إلى تسجيل ومشاركة مئات الروايات والقصص التي تجسد تاريخ غني، بفضل تعدد ثقافات المملكة المغربية، ويشمل البرنامج البالغ تكلفته المالية ثلاث ملايين دولار، وهو الذي نال إسم منحة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لفائدة الأقليات الدينية “ريما”، عددا من الجماعات المحلية في خمس مدن وهي، الصويرة، وفاس وأزرو ومراكش ثم طنجة..، برنامج يأتي على وقع حرص المغرب الدائم، على التسامح والتعايش بين الديانات، والتي تبقى من أهم الخصائص التي تميز تاريخ المملكة، كيف لا والملك الراحل محمد الخامس رحمه الله، كان قد رحب باللاجئين الفارين من شبه الجزيرة الإيبيرية في نهاية القرن 15 لينضاف إلى حماية اليهود خلال الحرب العالمية الثانية، ويعبر عن الشراكة المتينة بين الولايات المتحدة الأمريكية والمغرب، حيث وفي هذا الصدد، وعن روابط بناء هذه العلاقات وتطويرها على آمتداد مائتي سنة، يقول “ديفيد غرين” القائم بالأعمال بالبعثة الدبلوماسية الأمريكية بسفارة الولايات المتحدة الأمريكية : “…نتعلم من بعضنا البعض، ونتبادل المعارف بآستمرار، بما في ذلك الممارسات الجيدة المتعلقة بأساليب الإحتفاء بتراث التعايش السلمي والحفاظ عليه”.
هذا وقد حضر فعاليات هذا اللقاء بالإضافة إلى “ديفيد غرين”، كل من المستشار الملكي “أندريه أزولاي”، ومدير ديوان عامل الإقليم معاذ الراضي، ورئيس مؤسسة الأطلس الكبير المنظمة والمشرفة على البرنامج، “يوسف بن مير”، هذا الأخير الذي أشاد بالموروث الثقافي قائلا : “تشكل قصص وروايات وتاريخ المغرب متعدد الثقافات، إرثا غنيا وفريدا من نوعه، وبناء عليه، فإن مجهودات وآلتزام برنامج ريما، بتسجيل هذه القصص وحفظها ومشاركتها مع العالم، عمل لا يقدر بثمن، وسيفيد حتما، الجيل الحديث، وكل الأجيال التي تأتي من بعده يضيف بن مير”، كما شهد اللقاء، حضور محمد طارق العثماني رئيس جماعة الصويرة، ولمياء الراضي سفيرة المغرب لدى النرويج وإيسلندا، ورئيسة مؤسسة “ذاكرات من أجل المستقبل”، وكذا المهدي بودرة رئيس جمعية ميمونة، وشريفة لالة بدر العلوي، رئيسة جمعية مفتاح السعد للرأسمال اللامادي للمغرب، والذين تقدموا بمداخلات موجزة، ولكنها جامعة مانعة، دون إغفال آفتتاح اللقاء هذا، بكلمة ترحيبية، للدكتورة ليلى فتحي، نائبة رئيس برنامج “ريما” بمؤسسة الأطلس الكبير، ثم بعدها أدعية وصلوات، إسلامية ومسيحية ثم يهودية، قبل أن يختتم يوسف بن مير، مدير ورئيس “منحة ريما”، رئيس مؤسسة الأطلس الكبير، اللقاء هذا، بتقديم عرض حول “منحة ريما”.
وللإشارة، فمنحة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تعمل لفائدة الأقليات الدينية “ريما” في المغرب، على خلق وتطوير برنامج تشاركي فريد من نوعه، يسعى لترسيخ أسس الحفاظ على تاريخ تعدد الثقافات في المغرب..، كما يهدف البرنامج، إلى إشراك الجماعات المحلية، في التنقيب عن ذاكرة مجتمعاتها، وحفظ ذلك الموروث، ثم نقله إلى الأجيال الصاعدة، حتى يتسنى لهم، إحياء تاريخهم..، كما تأتي هذه التجربة القائمة على الفحص ومشاركة النتائج مع باقي الفعاليات المحلية المشاركة، لتعمل على تعزيز الروابط الجماعية، والرقي بها، لأبعد الحدود، وهو ما سيؤدي لامحالة، يضيف أحد أعضاء مؤسسة الأطلس الكبير، إلى خلق برامج تساعد على تحسين سبل العيش، وتعميق فهم الهوية المغربية متعددة الثقافات.