كاب24-ياسمين فلاحي:
يشهد اليوم الأربعاء موعدا انتخابيا سياسيا هاما بامتياز بالمملكة المغربية، حيث تشهد الدولة لأول مرة الإنتخابات التشريعية و الجهوية و المحلية في آن واحد، حيث افتتحت مكاتب عملية التصويت في ظروف عادية بمختلف بقاع المغرب من عمالات و أقاليم و جهات حسب عدة مصاد موثوقة، كما تم رصد أعداد مهمة من الناخبين الذين توجهوا نحو هذه المكاتب لمنح ثقتهم في المرشحين ضمانا للإستحقاق الوطني و الكفاءة السياسية المرجوة.
و يجدر بالذكر أن العملية الإنتخابية ستتواصل ابتداء من الثامنة صباحا من هذا اليوم الموافق للثامن من شتنبر و حتى السابعة مساءً، ليعلن بعد ذلك عن النتائج الأولية التي ستفرزها الأصوات المدلى بها في مقار الإقتراع و ستتكلف بعرضها وزارة الداخلية.
و في هذا الصدد توجه مختلف زعماء الأحزاب السياسية المتنافسة في هذا العرس السياسي المنتظر على مدار خمس سنوات، حيث أعطى صوته عدد من القادة في الانتخابات بكل من الدار البيضاء و الرباط و نواحيها، و قد دعوا جميعا إلى التصويت بكثافة تلبية للواجب الوطني الذي يحتم على الناخبين تحمل مسؤولية المشهد السياسي الذي ستعرفه البلاد في السنوات الخمس القادمة.
و في التفاصيل توجه “سعد الدين العثماني” الأمين العام لحزب العدالة و التنمية إلى مكتب الإقتراع بإعدادية الفقيه المريني بحي السلام بسلا و ذلك للإدلاء بصوته مرفقا ذلك بمجموعة من التصريحات للمنابر الإعلامية، جاء في مفادها أن “تأجيل الإنتخابات كان سيدخلنا المجهول” كما أوضح أن “هناك إقبالا مهما، منذ ساعات الصباح الأولى، في عدد من المكاتب. لأول مرة، يصوت الشباب وأنا أطلب منهم المشاركة بكثافة؛ لأن السياسة إن لم يمارسها المواطن، ستؤثر عليه”، كما أفاد أيضا بأن “الإقبال الكثيف على مراكز الاقتراع يعكس نضج الديمقراطية”، الأمر الذي يوحي بنجاح المغرب المحسود عليه،مشيرا بذلك إلى الجزائر التي تعرف أزمة في الإونة الأخيرة، كما استبشر قائلا “أن التصويت في يوم واحد سيؤدي إلى تجديد الدماء في العديد من المؤسسات المنتخبة، مبرزا أن “المغرب يفاجئ العالم بالنجاحات التي يحققها”.
أما الأمين العام لحزب الإستقلال “نزار بن بركة” فقد منح صوته بمكتب الإقتراع المتواجد في مدرسة “الزبير بن عوام” بحي الرياض في العاصمة الرباط، و قال معقبا على هذا الحدث “انطلقت العملية الانتخابية ببلادنا؛ هذه العملية لها مكانة خاصة اليوم، لأنها ستحدد صورة المشهد السياسي خلال الخمس سنوات المقبلة”، و أضاف “بن بركة” :“نتمنى أن تفرز مكاتب الاقتراع حكومة قوية”، مشددا على أن “الأمر يتعلق بمحطة أساسية ستفرز مؤسسات منتخبة قوية، وهذا ما دعا إليه الملك محمد السادس”.
و في ما يخص حزب الأصالة و المعاصرة، فقد أدلى ممثله “عبد اللطيف وهبي” الأمين العام للحزب بصوته في بثانوية الشريف الإدريسي بحي الرياض، و قد أشاد للصحافة : “اليوم قمت بالواجب الوطني وفقا لما ينص عليه الدستور ووفق حقوقي الدستورية بالتصويت” في هذه الاستحقاقات، مضيفا “أتمنى أن تنجح العملية الديمقراطية لأن هذا شرف للمغرب”.
و من جهته أدلى ا”إدريس لشكر”، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بصوته في الرباط كدلك و بالضبط بمدرسة دار السلام الحسنية طريق زعير، و في تصريح له هو الآخر لوسائل الإعلام قال “لشكر”: “الانتخابات تجري في ظروف استثنائية بسبب “كوفيد ـ 19″ الذي أثر على حملتنا الانتخابية؛ لكنها جعلت التواصل يكون أقرب”، و علق “هذا امتحان حقيقي بالنسبة إلى بلادنا، هذه الانتخابات تمر في ظروف جيدة والكل يحترم الإجراءات الاحترازية”، كما شدد أيضا “هذا التصويت له طابع خاص بسبب تحديات الجوار وكورونا”، مشددا على أنه “من مسؤولية كل مواطن ومواطنة مواجهة هذه التحديات من خلال التوجه إلى مكاتب الاقتراع؛ لأن التصويت في هذه المرحلة له قدسية أكثر”.
و يظل الترقب على أشده انتظارا للنتائج التي سيعرب عنها تصويت المواطنين أملا في الاستحقاقية و الكفء و خدمة المصالح السياسية للناخب و المترشح على حد سواء.