انشقاق من قلب البوليساريو… قيادي سابق يعلن ولاءه للمغرب ويعتذر للملك والشعب

0

في تطور لافت داخل مخيمات تندوف، خرج عنصر سابق في جبهة البوليساريو، يُدعى جابر أوليدة، ببيان شخصي أعلن فيه تخليه النهائي عن أطروحة الانفصال، وعودته إلى ما وصفه بـ”الاختيار الصحيح”: الاعتراف بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، ودعم مقترح الحكم الذاتي باعتباره المخرج الواقعي والوحيد للنزاع.

أوليدة، الذي يقول إنه قضى خمسة عشر عامًا داخل التنظيم الانفصالي، قدم اعتذارًا علنيًا للملك محمد السادس وللمغاربة، موضحًا أن سنوات طويلة من التجربة داخل الجبهة كشفت له حقيقة مشروعها، وبيّنَت له أن الشعارات التي رُوّجت لعقود لم تكن سوى سراب سياسي يستغل معاناة الصحراويين في المخيمات.

خطاب الملك.. نقطة التحوّل

ووفق ما جاء في بيان اوليدة فإن الخطاب الملكي الأخير كان أحد أبرز العوامل التي دفعته إلى إعادة التفكير في مساره، معتبرًا أن الخطاب حمل رسائل قوية مفادها أن الوطن يسع الجميع، وأن المغرب مستعد لاحتضان كل من اختار العودة بثقة ودون خوف.

واقع المخيمات.. من الشعارات إلى الصدمة

إعلان الانشقاق، رغم أنه يظل مبادرة فردية، يشير—بحسب متابعين—إلى أن جزءًا من الشباب داخل تندوف بدأ يصطدم بالواقع المعيشي والسياسي داخل المخيمات، وبالجمود الذي يطبع قيادة الجبهة منذ سنوات، في وقت يتعزز فيه الدعم الدولي لمشروع الحكم الذاتي باعتباره الحل الأكثر جدية وواقعية.

تحوّل قد يفتح الباب لعودات أخرى

عودة أوليدة ليست مجرد موقف شخصي فحسب؛ بل تُقرأ أيضًا كإشارة إلى تغير في المزاج العام لدى فئة من الصحراويين الذين يرون أن مسار البوليساريو فقد الكثير من مصداقيته، خصوصًا مع تراجع الدعم الخارجي وتزايد القناعة بأن الحل النهائي يمر عبر مشروع الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.

ويُنتظر، إذا استمرت هذه الدينامية، أن تشهد المرحلة المقبلة حالات مماثلة، خصوصًا مع تأكيد الرباط المتكرر على استعدادها لاستقبال كل من يقرر طي صفحة الماضي والانخراط في مستقبل مشترك داخل وطن موحد ومستقر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.