الكاب24- مراد الأندلسي
في مشهد صادم أثار جدلاً واسعاً بالمنطقة، وجد العشرات من الصيادين التقليديين بقرية بليونش الساحلية، المجاورة لمدينة سبتة المحتلة، أنفسهم محرومين من مصدر رزقهم الوحيد، بعد صدور قرار مفاجئ يمنعهم من مزاولة نشاطهم البحري.
ويعود سبب المنع، حسب مصادر محلية، إلى انتشار مقطع فيديو يوثّق عملية هجرة غير شرعية نُفّذت على متن قارب سريع انطلق من شاطئ القرية نفسها، فيما عُرف إعلامياً بـ”مول القميص الأحمر”، وهو الشاب الذي قاد العملية وأثار ضجة كبيرة على منصات التواصل الاجتماعي.
الصيادون عبّروا عن استنكارهم الشديد لهذا القرار الذي وصفوه بـ”الجائر”، مؤكدين أنهم لا علاقة لهم بعمليات الهجرة السرية، وأنهم ضحايا لتصرفات خارجة عن القانون أقدم عليها أشخاص غرباء عن مهنتهم. وأضاف بعضهم في تصريحات متفرقة، أن المنع جاء دون إشعار مسبق، ليحرم عشرات الأسر من قوت يومها، في وقت يشتد فيه الخناق المعيشي على سكان القرية.
من جهتهم، ناشد الصيادون الجهات المعنية بضرورة التدخل العاجل لإيجاد حلول منصفة، تعيد لهم حقهم في العمل وسط البحر، باعتباره المورد الأساسي الذي يعيلون به أبناءهم وأسرهم.
ويطرح هذا القرار أسئلة عديدة حول مستقبل الصيد التقليدي في بليونش، خاصة أن المنطقة تعاني أصلاً من الهشاشة الاقتصادية وغياب بدائل تشغيلية، الأمر الذي يزيد من حدة الاحتقان الاجتماعي بين السكان، في ظل خوفهم من استمرار إغلاق البحر في وجوههم لأسابيع أو أشهر أخرى.
وبينما تتواصل تداعيات “فيديو مول القميص الأحمر”، يبقى صيادو بليونش في مواجهة مصير مجهول، ينتظرون بارقة أمل تعيد لهم حق العودة إلى البحر، قبل أن تغرق قواربهم الصغيرة في دوامة البطالة والفقر.