صرخة ساكنة دوار “زاوية العرب” إقليم شفشاون… من يحمي الأطفال من “مزود الماء”؟
الكاب24/مراد الأندلسي
في زاوية منسية من خريطة المغرب، وتحديدًا بدوار زاوية العرب التابع لجماعة المنصورة بقيادة واد ملحة إقليم بني أحمد، يعيش السكان معاناة يومية صامتة، بطلتها شخصية أوكلت إليها مهمة حيوية وهي الإشراف على توزيع الماء الصالح للشرب عبر السقاية العمومية. غير أن هذه الشخصية، بدل أن تكون عامل راحة وضمانة استقرار، أصبحت مصدر قلق وتهديد حقيقي لأمن وسلامة الساكنة، وبالأخص الأطفال.
في شكاية موجهة إلى المصالح المختصة بتاريخ 30 يونيو 2025، والموجهة إلى المدير الإقليمي للمكتب الوطني للكهرباء والماء، والدرك الملكي عبّر سكان الدوار عن تضررهم البالغ من تواجد شخص عُين، دون أدنى اعتبار لماضيه الجنائي على رأس هذه السقاية. وتشير الشكاية إلى أن المعني بالأمر سبق أن صدر في حقه حكم قضائي بالسجن والغرامة، بعد إدانته بتهم الاغتصاب والاعتداء الجنسي على الأطفال.
ورغم خطورة الأفعال المنسوبة إليه والتي نطقت بها العدالة، لا يزال المعني بالأمر يزاول عمله بالقرب من منشأة يرتادها الأطفال يوميًا لجلب الماء، في غياب لأي تدخل رسمي لإبعاده أو مراجعة قرار تعيينه. هذا الإهمال – بحسب السكان – يمثل خرقًا صارخًا لواجب الحماية، لا سيما في منطقة تفتقر لأبسط شروط الرقابة والأمان.
الأهالي عبّروا، في الوثيقة المرفقة بتوقيعاتهم وأرقام بطائقهم الوطنية، عن خوفهم المشروع من تكرار المأساة، مؤكدين أن عودة هذا الشخص للاشتغال قرب الساكنة ووسط الأطفال بمثابة تهديد مباشر للأمن النفسي والجسدي لأبنائهم. وقد أرفقوا شكايتهم بصور توثق لربط أنابيب الماء بمنازلهم، كما أرفقوها بحكم المحكمة الذي يدين المتهم، تأكيدًا على جدية أقوالهم.
اليوم، لا يطالب سكان زاوية العرب سوى بحقهم في الطمأنينة، وفي أن يتمتع أبناؤهم بمرفق عمومي دون خوف أو رعب. يطالبون فقط بإبعاد من لا يستحق الثقة عن موقع حساس كهذا، وبفتح تحقيق إداري عاجل حول كيفية تعيين هذا الشخص، رغم سوابقه القضائية.
فهل تتحرك الجهات المعنية؟ هل سيتدخل المكتب الوطني للكهرباء والماء، ومصالح وزارة الداخلية، لحماية الساكنة من خطر محتمل؟ أم ستبقى نداءات هؤلاء المواطنين حبيسة رفوف المكاتب، إلى أن تقع الكارثة؟
ما يطلبه سكان دوار زاوية العرب ليس سوى تطبيق القانون، وتغليب مصلحة المواطن البسيط، قبل فوات الأوان.
