موقف تصعيدي جديد، دعا رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، يوم الخميس 26 يونيو 2025، الاتحاد الأوروبي إلى التحرك العاجل وتعليق اتفاقية الشراكة مع إسرائيل، على خلفية ما وصفه بـ”الانتهاكات الواضحة لحقوق الإنسان” في قطاع غزة. وجاءت تصريحات سانشيز خلال حديثه لوسائل الإعلام في بروكسل، على هامش اجتماع المجلس الأوروبي.
واعتبر المسؤول الإسباني أن الاتحاد الأوروبي يتبنى “معايير مزدوجة” عندما يتعلق الأمر بحقوق الإنسان، منتقدًا صمته المستمر إزاء ما يجري في الأراضي الفلسطينية، في الوقت الذي تتحدث فيه تقارير أوروبية رسمية عن أوضاع إنسانية كارثية تعيشها غزة.
وقال سانشيز إن “الإبادة الجماعية تتكشف أمام أعيننا في غزة، ولم يعد من الممكن تجاهل ذلك”، داعيًا الاتحاد الأوروبي إلى التحرك الفوري وتعليق كافة أوجه التعاون مع إسرائيل، في مقدمتها اتفاقية الشراكة التي تؤطر علاقات الطرفين التجارية والسياسية.
وكان سانشيز قد أثار جدلاً واسعًا في وقت سابق، عندما وصف إسرائيل علنًا بأنها “دولة إبادة جماعية” خلال جلسة برلمانية، مؤكدا أن بلاده لا تربطها حاليًا أي علاقات تجارية مع تل أبيب.
وقد ترجمت مدريد موقفها فعليًا بداية الشهر الجاري بإلغاء صفقة تسليح ضخمة كانت موجهة لشركتين إسرائيليتين، تضمنت اقتناء قاذفات وصواريخ مضادة للدبابات.
ويُعد رئيس الوزراء الاشتراكي من أبرز الأصوات الأوروبية المنتقدة لسياسات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، لاسيما بعد العمليات العسكرية الواسعة التي شنتها إسرائيل في قطاع غزة ردًا على هجوم 7 أكتوبر 2023.
وقد شدد سانشيز على أن أوروبا لم تعد تملك ترف الصمت، محذرًا من أن “السكوت على الجرائم يُعد تواطؤًا”.
يأتي هذا الموقف في وقت تعرف فيه العلاقات الأوروبية الإسرائيلية توترًا متزايدًا، وسط تباين في مواقف العواصم الأوروبية، بين من يدعو للتصعيد، ومن يفضل الإبقاء على قنوات الحوار مفتوحة.
لكن مدريد، بحسب مراقبين، اختارت التموضع في الخطوط الأمامية للمواجهة السياسية مع تل أبيب، في خطوة قد تعيد خلط الأوراق داخل المؤسسات الأوروبية.