أقدمت إسرائيل على توسيع نطاق هجماتها داخل إيران، لتستهدف هذه المرة البنية التحتية البشرية للبرنامج النووي، عبر سلسلة اغتيالات ممنهجة طالت ما لا يقل عن 14 عالمًا نوويًا إيرانيًا منذ يوم الجمعة، وفق ما كشفته وكالة “رويترز”.
مصادر مطلعة أكدت أن الضربات، التي وُصفت بالدقيقة والنوعية، استهدفت مراكز أبحاث ومنشآت حساسة تقع في مناطق خاضعة لحماية مشددة من الحرس الثوري الإيراني.
ونُفذت الهجمات باستخدام طائرات مسيّرة وصواريخ موجهة بعناية، في سياق ما يبدو أنه حملة استخباراتية منسّقة تسعى لتفكيك قدرات إيران العلمية من الداخل.
الهجمات الجديدة لا تقف عند حدود الرد على القصف الإيراني لتل أبيب، بل تعكس توجهًا إسرائيليًا متصاعدًا نحو ضرب الكفاءات البشرية التي تشكّل العمود الفقري لأي قدرة نووية محتملة لإيران.
ولا تبتعد هذه العملية كثيرًا عن سجل طويل من عمليات الاغتيال التي طالت علماء إيرانيين بارزين، كان آخرهم فخري زاده في 2020.
وجاءت هذه الهجمات بعد أيام فقط من غارة إسرائيلية سابقة أودت بحياة كبار قادة الاستخبارات العسكرية للحرس الثوري، بينهم الجنرال محمد كاظمي، ما يؤشر على اتساع خط المواجهة ليمس شبكات القيادة والتحكم الإيرانية، وليس فقط المواقع العسكرية أو النووية.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يُخفِ بصمته، إذ سارع للتصريح بأن إيران “ستدفع الثمن كاملاً” عقب قصفها تل أبيب، في نبرة تنذر بأن المعركة دخلت مرحلة لا هوادة فيها.
وفي المقابل، يحذر خبراء استراتيجيون من أن مضي إسرائيل في هذا النهج التصعيدي، قد يدفع إيران إلى كسر قواعد الاشتباك المعهودة، وربما اللجوء إلى ردود غير تقليدية، وهو ما قد يُسرّع من انزلاق المنطقة إلى صراع مفتوح تتداخل فيه الجبهات وتتقاطع فيه الحسابات.