إضراب لاعبي الكوديم يكشف سوءة الفتانين اللمزة وحدس الوالي الصبار الثاقب.
كاب 24 تيفي: عبد الرحمن بن دياب
يبدو أن رجل الداخلية السيد عبد الغني الصبار الوالي عامل عمالة مكناس لم يكن مخطئا حين أشار بحدسه الثاقب وبصيرته النافذة إلى خطورة بعض المشوشين، محذرا إياهم من مغبة الاستمرار في التشويش وفرملة فريق الكوديم وعرقلة مسيرته الرياضية، خلال الزيارة التي خص بها السيدان عبد المالك أبرون ممثل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وجمال السنوسي عضو لجنة البنيات التحتية بالجامعة بمناسبة الانطلاقة الرسمية للموسم الرياضي لتدريب وتكوين لاعبي مدرسة النادي المكناسي لكرة القدم، وافتتاح متجر الكوديم.
فالنادي المكناسي لكرة القدم الذي لم يعد يفصله عن تحقيق حلم الصعود لقسم الصفوة والفوز بالبطولة سوى عشر مقابلات بعد الإنجازات الكبيرة التي حققها، والتي بوأته صدارة الترتيب، متقدما على غريمه الكوكب المراكشي أحد أقوى الفرق العريقة والغنية بمواردها المالية، بات يعيش أزمة مالية خانقة، مما دفع بلاعبي الكوديم إلى الإعلان عن إضرابهم الإنذاري خلال إحدى الحصص التدريبية احتجاجا على عدم توصلهم براتبهم الشهري، ومنح التوقيع، وهزالة المنح التحفيزية.. قبل تدخل السيد خالد تاعرابت بمجهوده الشخصي ومن حر ماله في تمكين اللاعبين من راتبهم الشهري، وطمأنتهم بتمكينهم من حوافز مالية مهمة عند كل مقابلة شريطة تحقيق الفوز وتمثيل الكوديم أحسن تمثيل.
وترجع أسباب هذه الأزمة المالية الخانقة التي يعيشها المكتب المسير للنادي المكناسي لكرة القدم بسبب عدم تنفيذ وأجرأة الاتفاقيات المبرمة مع بعض المجالس المنتخبة، رغم توقيعها منذ عدة أشهر خلت، وكذا تدخل بعض المشوشين المعروفين بعدائهم لكل الكفاءات المكناسية والمبادرات الهادفة في التأثير على بعض رجال الأعمال الداعمين للكوديم، وإصرارهم على وضع المتاريس والعقبات في وجه المسيرين، وقلب الحقائق أمام السيد عبد الغني الصبار المعروف برجاحة عقله وحكامته الجيدة، مستغلين في ذلك طيبوبته وانفتاحه على كافة المتدخلين وحسن إنصاته وتبنيه للمقاربة التشاركية في التدبير واتخاذ القرارات، حتى وإن كانت استشارات بعضهم فتانة لمزة.
إن عدم توصل المكتب المسير للكوديم بالمنح المبرمجة ضمن اتفاقيات الشراكة المبرمة في وقتها، لن ينفع الفريق في شيء، خصوصا وضرورة صرفها خلال الأيام القليلة المقبلة، لتحفيز اللاعبين وتشجيعهم على تحسين الأداء والاستماتة من أجل تحقيق الصعود والظفر بالبطولة، على غرار منافسيهم في الكوكب المراكشي والدفاع الحسني الجديدي، اللذين يتوصلون بمنح تحفيزية تفوق 15.000,00 درهم عوض الخمسة آلاف درهم اليتيمة التي قد يتلقاها لاعبو الكوديم في أحسن الأحوال، حيث رُصدت لهذين الفريقين مبلغ 2 مليار سنتيم مقابل 600 مليون سنتيم فقط للكوديم من أجل تحقيق الصعود، الأمر الذي يبين وبجلاء مدى تلاحم وتعاون السلطات الجهوية والإقليمية والمجالس المنتخبة ورجال المال والأعمال والمكتبين المسيرين لهذين الفريقين في تحقيق حلم الصعود، بدل الهمز واللمز والقيل والقال وتوزيع الاتهامات جزافا.
وقد أوضحت التجارب والمواقف أن ابن مدينة قلعة السراغنة السيد عبد الغني الصبار كان مكناسيا أكثر من المكناسيين أنفسهم، من خلال استماتته في حل كل المشاكل المستعصية أمام فريق الكوديم، وتذييل كل الصعوبات لتحقيق الصعود الذي هرم المكناسيون من أجله.
ولا ننسى طبعا، مجهودات وتضحيات أنصار ومحبي الكوديم من الرجال الحمر “الريدمان” الذين كانوا دوما في الموعد، ولعبوا دورا -بل أدوارا- كبيرة في تألق الكوديم وتحقيق النجاحات تلو النجاحات بفضل تشجيعاتهم ودعمهم للفريق ومرافقتهم له أينما حل وارتحل، ولعل تعليقهم لكافة الاحتجاجات منذ ما يقارب السنتين لدليل على اطمئنانهم لشفافية وحسن تسيير وتدبير السيد خالد تاعرابت ومن معه لشؤون الفريق.